في منتصف الليل سمعت صوت يشبه أنين طفل
في منتصف الليل سمعت صوت يشبه أنين طفل ولكن كان الصوت غريب ، فأيقظت زوجي وأخبرته ، فقال :
لا ، لم اسمع شيئاً لعله بكاء طفل عند الجيران ، أو قطط في الشارع تموء ، فعدت للنوم ولكن الصوت ظل يئن.
لم أستطع النوم منه وتفكيري فيه لم يتركني ، فطلبت من زوجي أن يساعدني في معرفته ،
فاستيقظ وراح ينصت معي للصوت ، ولكن بلا فائدة ، فقال لي :
مازلت لا أسمع ، فلماذا أنت وحدك من يسمع ؟!
فطلبت منه أن يذهب للنوم وألا يقلق بشأني ، فجلست على أريكة منزلي أفكر في هذا الصوت.
ولماذا أنا وحدي أسمعه ؟! أحد يتوجع ، أشعـر بذلك.
فهل اوقظ زوجي من جديد لأقول له أنني أسمع صوت لا يسمعه سواي أحد ؟!
من الممكن أنني مرهقة من أعمال المنزل ، من الممكن أنني أتوهم ، ولكن كيف يكون هذا الصوت من الخيال ، من الوهم؟!
لا يمكن أن يكون نسج من تخيلاتي وأوهامي ، ولكن حتى إن كان هذا الصوت حقيقي ؟!
هل سأنزل من بيتي في هذه الساعة أتبع صوتاً مجهولاً.
أطرق بيوت الناس لأني سمعت صوتاً ، ولما لا ؟!
فقد يكون أحدهم في حاجة لمساعدتي ، كان ليلي مع هذه الأفكار يكاد ينتهي.
فذهبت أصنع فنجان قهوة ، ألتهي في تحضيره فالصوت متقطع ،
ولكنه لا يغيب عن مسمعي ، والنوم ذهب من أجفاني بلا رجعة ، أشعلت النار وبدأ الصوت يئن من جديد ،
ولكن هذه المرة بشدة ، كأنها آخر صرخات الموت ، ففتحت كل نوافذ البيت ، أتتبع خطوات الصوت فلعلني أعثر على مصدره فأرتاح ،
إقرأ أيضا: أغرب حالة طلاق!
فلما أنصت وجدته يأتي من بيت جارتي التي تسكن فوقي ، إمرأة كبيرة في السن تركها أولادها ، ومن حين لحين يأتون لزيارتها ،
وأنا احضر لها ما تحتاج من طعام ودواء ، واطمئن عليها قبل نومي ، فاستأذنت زوجي أن أطرق عليها ،
فهي لا ترد على أي من مكالماتي ، فصعدت لأطرق عليها ومعي زوجي ، ولكنها لا تجيب ولا تفتح ، فلما رأى زوجي أن القلق عليها امتلكني ، قال :
ما رأيك أن نكسر الباب ؟! ، فقلت له :
انتظر فأنا معي مفتاح آخر للباب ،
تتركه صاحبة البيت معي في حال ما إذا اشتريت لها شيئـاً وجئت ، وكانت هي نائمة ،
ففتحنا الباب ودخلنا بيتها ، فوجدناها مُلقاة بعد باب غرفتها بخطوات ، فجئت ببعض الماء ونثرته على جبينها ،
ثم لطمتها على وجهها لطمات بسيطة ولكنها لم تستفق ، فأخذنها أنا وزوجي سريعاً للمشفى ،
وهناك قالوا لنا أنها سقطت بعد نوبة من ارتفاع السكر وهي الآن بخير ،
فلما استفاقت سألتها عن حالها وماذا حصل لها ، فقالت :
-شعرت بدوار ، فوقفت على باب غرفتي أحاول استعادة قدماي ، ولكني سقطت ولم أستطع النهوض ،
ثم ظللت أنادي لعل أحداً يسمعني ومع ندائي الأخير غبت عن الوعي فكيف علمتِ بالأمر ..؟! ، فقلت :
لقد سمعت صوتاً فلما بحثت عنه ، كان من بيتك ، فقالت :
لقد أرسلك الله لنجدتي ، كنتِ دائمة السؤال عني فاضطرب قلبك لحالي .
وسمعت توجعي ، فإن القلوب يا ابنتي إذا صدقت في ودها سمعت لمن تحب .