فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
من المعلوم أن من معاني الضرب هو القطع ، فهنا يبين سبحانه وتعالى أشد أنواع الصمم المعروف ،
حيث تم قطع كامل لكل الإيعازات العصبية الصادرة من الأذن.
أما حرف الخفض (على) ، تعني فوق أي فوق مستوى الأذن ،
وقد تعني إيقاف عمل العصب كاملا أو إيقاف كامل الإرتباطات المركزية للعصب أو إيقاف عمل المراكز المتخصصة ،
لذلك حدث توقف كامل للسماع وبنسبة 100% حتى الأصوات ذات المنشأ المركزي والتشويش والطنين قد تتوقف كاملا
ومن ضمنها الأصوات التخيلية القادمة من المراكز العليا والتي ممكن أن تفسر صوتا في مركز السمع.
إن كل الحواس في جسم الإنسان تنام ما عدا الأذن.
والاذن هي أول حاسة تعمل منذ الولادة ،
وهي التي تعمل تبقى بعد الموت ، وهي أداة الإستدعاء عند البعث.
وفي سورة الكهف يبين لنا الله جل جلاله وتبارك في علاه بأن سبب نوم الفتية (أصحاب الكهف) ،
كل هذه السنين الطويلة بدون إستيقاظ أنه ضرب على آذانهم فلم يعودوا يسمعوا ولم يعد يزعجهم أي ضجيج.
سبحان الخالق العظيم ..
تفسير الطبري في قوله تعالى :
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}
حيث ألقى الله النوم على أصحاب الكهف وقد قال الزجاج في هذه الآية :
أي منعناهم عن أن يسمعوا ، لأن النائم إذا سمع انتبه.
وقيل عن ابن عباس رضي الله عنهما :
” ضربنا على آذانهم بالنوم ، أي سددنا آذانهم عن نفوذ الأصوات إليها”.
وقيل : المعنى فضربنا على آذانهم أي فاستجبنا دعاءهم ، وصرفنا عنهم شر قومهم وأنمناهم.