قابلت منذ زمن قريب واحدا من أكبر علماء الأمة
قابلت منذ زمن قريب واحدا من أكبر علماء الأمة ومنظريها المشهورين ، وكان في جولة علمية يقدم فيها من بديع علمه وجميل فنه ما لذ وطاب ، فقلت له :
أين أنتم من الإلحاد يا شيخنا؟
إن الشباب المسلم يتساقط في براثن الإلحاد تساقط الفراش ،
ولم أقرأ عن مشروع ذي بال للمنظمات والهيئات الإسلامية في العالم ، يجابه هذا البلاء أو يحاربه إلا ما ندر!
جميل أن نعقد الدورات العلمية والفقهية في كل بلد ،
لكن الأجمل أن نحفظ على الأمة دينها أولا بتحصين شباب المسلمين ثم بدلالة الشاردين وتثبيت المؤمنين من شباب المسلمين.
نريد من علمائنا مشروعا يتبنى الردود المقنعة القاطعة ، من خلال الإجابات على أسئلة الحيارى مكتوبة كانت أم مرئية ،
ومن قبل ذلك نريد منهم مشروعا تحصينيا يحفظون به عقول الشباب وقلوبهم في شتى بقاع الأرض ،
لأن الأمر أصبح أكبر من الجهود الفردية مع تقديرنا لكل عطاء يقدمه أصغر شاب مسلم في هذا المجال.
الغرب الآن أكثر من ثلثه ملحدون تقريبا ، وبعض حكام المسلمين يسمحون للإلحاد في بلادنا أن يبيض ويفرخ ،
في حين يغلق الباب على الإسلام وأهله حتى أصبح للملحدين في جامعات بلادنا نشاطات ورحلات ،
لدرجة أن إحدى تلميذاتي أخبرتني أنها شاهدت رحلة كاملة لإحدى الجامعات في مصر كلها ملحدون ،
يجاهرون بإلحادهم دون خوف من نكير ، أو معترض!
دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ، ومفسدة ضياع الدين والكفر بالله عيانا بيانا ليست كأي مفسدة!
يحز في النفس أن تسمع صبيا صغيرا الآن لا يتجاوز الخامسة عشر ربيعا وهو يتكلم بلسان الإنكار لصحيح الدين ،
ويتهجم على ثوابت الإسلام والمسلمين ،
بينما علماؤنا مشغولون بمؤتمرات وندوات لو تأجلت عناوينها دهرا ما اهتز من حائط الإسلام حجر واحد.
إقرأ أيضا: موسى السامري
قلت لشيخي الكثير ، ثم قلت بعدها لبعض علمائنا غيره الكثير ، وما زال علماؤنا يفكرون وشبابنا يكفرون!
يا علماء أمتنا ، أدركوا اللحظة الفارقة ولا تنشغلوا عن واجب الوقت بغيره ، فالقاعدة تقول :
“لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة”
وهل هناك بيان تأخر في زمننا هذا أكثر من بيان علماء الأمة في هذه الطامة؟!