Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

قال لزوجته أتركي أمي بمكانها حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت

قال لزوجته أتركي أمي بمكانها حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت.

كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلبا للمرعى لمواشيهم ، ومن عادة العرب التنقل من مكان إلى مكان حسب ما يوجد العشب والماء ،

وكان من بين هؤلاء العرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها ،

وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات نظرا لكبر سنها ، فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها.

وكان تخريفها يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه ، وسيقلل من قدره عند قومه!

هكذا كان نظره القاصر.

وفي أحد الأيام أراد عربه أن يرحلوا لمكان آخر ، فقال لزوجته إذا ذهبنا غداً ، أتركي أمي بمكانها ،

واتركي عندها زادا ومائا حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت!

فقالت زوجته أبشر سوف أنفذ أوامرك.

شد العرب الرحال من الغد ومن بينهم هذا الرجل ، تركت الزوجة أم زوجها بمكانها كما أراد زوجها ،

ولكنها فعلت أمرا عجبا ، لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء ،

وكان لهما طفل هو بكرهما وكان والده يحبه حبا عظيما ، فإذا إستراح طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه.

سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والمرعى ، حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون.

جلس كل مع أسرته ومواشيه ، فطلب هذا الرجل إبنه كالعادة ليتسلى معه.

فقالت زوجته تركته مع أمك ، لا نريده.
قال : ماذا؟ وهو يصيح بها !

قالت لأنه سوف يرميك في الصحراء كما رميت أمك.

فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة ، فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة لأنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع أمه.

إقرأ أيضا: تم تصنيف هذه القصة من أفضل 5 قصص في العالم

أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا عساه أن يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع ،

لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا شدت العربان الرحال عن منازلها يتركوا في أماكنهم بقايا أطعمة ،

وجيف مواشي نافقة وغيرها فتأكلها.

وصل الرجل إلى المكان وإذا أمه ضامة ولده إلى صدرها مخرجة رأسه للتنفس ، وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله ،

والأم ترميها بالحجارة ، وتقول لها إبتعدي هذا ولد إبني.

وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب قتل عددا منها ببندقيته وهرب الباقي ،

حمل أمه وولده بعدما قبل رأس أمه عدة قبلات وهو يبكي ندما على فعلته ، وعاد بها إلى قومه ،

فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها.

وصار إذا شدت العرب لمكان آخر يكون أول ما يحمل على الجمل أمه ويسير خلفها على فرسه كما زاد غلاء زوجته عنده لفعلتها الذَّكيَّة ،

والَّتي علمته درسًا لن ينساه أبدًا.

خلوا بالكم من والديكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?