قبل عقد القران بساعات جلس على مكتبه وبدأ يكتب إليها
السلام عليكم ، علك يقظة ، إن لم تكوني هنا أرجو أن يكون هذا أول ما تقرئينه صباحاً بإذن الله.
لما رأيت صور المفارش التي اخترتها للبيت ملئ قلبي شعور مطمئن حامد لله جداً.
أخيراً من تمنيت رؤيتها فقط ستقاسمني البيت والأحاديث والصباحات جميعها.
لن أضطر للتحجج بحدث سياسي أو سؤالك عن كتاب أو حتى معاودة سؤالك عن طريقة جيدة لإعداد معمول التمر الذي تذوقته عندكم ،
وأقسم أن أختي من تسأل ، سأطلبه منك ونصنعه معاً ويطيب لي وقتها كل مشقة نتقاسمها وعينيك شاهدتان.
اليوم و أنا أغلق باب البيت نظرت إليه ودعوت من داخلي أن يليق بك ويطيب لك ويرضيك ولا يوحشك ،
ويغنيك عن كل زخرف الحياة وإن كان بسيطا لا يشبه بهائك.
تصبحين على خير ، كعادتي أثرثر بلا غاية وكل مقصدي الحديث إليك.
في اليوم التالي وبعد أن عاد الرجال من المسجد وأتم الله أمرهما ردت برسالة طويلة وقالت :
” أسأل الله أن يكون بيتنا جنة بشعوره قبل مظهره ، أن يطيب لنا كيفما كان حاله ،
أن يظل مساحتنا الآمنة ونسكن في صخبه وتهدأ نفوسنا في ضجيجه.
أن يمنحنا الطمأنينة مهما كان الكون فزعا ، وأن تترتل في أركانه الآيات ويركض فيه الصغار ،
ويتعلمون فيه الصدق وخوف الله والمد الواجب للآيات والطمأنينة كركن من الركعات ،
يتعلمون جميعهم فيه المسؤولية والتفوق ويرسمون أحلامهم ونعينهم لتكون.
أن نغفو جميعنا ليلاً هادئين لا تتزعزع محبتنا أو يخامر سلامنا ضيق.
أن نتشارك فيه راحة البال ونتقاسم ليالي المرض والإختبارات والصور الجميلة واللقطات المضحكة ،
وتتسع سفرة غدائنا كل عامين أو أكثر ونحن راضين حامدين يتسع الرزق أو يقل ، فنحن مكتفون بالمحبة.
ولعبة الإختباء هي اللحظة الوحيدة المسموح فيها بالغموض.
إقرأ أيضا: للحب وجوه أخرى
بيت لا صوت يعلو فيه على ما قال الله وقال رسوله ولا ينام فيه اثنين متخاصمين والحق فيه أحق أن يتبع.
لا ينام فينا جائع ولا يسهر فينا مهموم وحده ، نتقاسم فيه الدعم والأمان وسند عظيم إن مال الكون لا يميل.
بيت كبيت أبي نشعر فيه بالغنى مهما فرغت الجيوب ويغمرنا الذوق بالجمال إن قل سعر الملابس والأثاث زينهم الرضا.
ينشئ فيه الصغار صالحون على أن يكونوا حسناتنا وحصادنا ،
ونحن ندثرهم بالإيمان الذي يحفظهم إن مضينا ويهدوننا هم فيه تاج الوقار.
تطيب لنا سكناه ونميل له حتى نحب ظله ونلجأ إليه مهما ضاقت بنا الدنيا ونجتمع على مثله في الجنة ،
وإن رآه رسول الله تبسم راضيا ، لا يفرقنا شيء ولا تغير نيتنا به الدنيا.
نحت هو ردها على لوح خشبي مذهب ووضعه في صالة البيت وعلم صغارهما قراءته لما كبروا ،
ومرت السنوات واللوح والنوايا ثابتين.
إن لم يكن بيتك لله فلمن يكون ، من جعل بيته لله هان له التعب.
اللهم ذات البيت لكل بنت نوت بيتها لك ودعت رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.
