قبل مدة ليست بالبعيدة وفي منتصف الليل رن هاتفي
قبل مدة ليست بالبعيدة وفي منتصف الليل رن هاتفي ، فإذا بالمتصل مجهول فتحت الخط
وقلت مترددا : ” ألو “
رد صوت فتاة : ألو ، كيف حالك ؟
بخير الحمد لله ، من معي؟
فأغلقت الخط في وجهي !
لم أكترث لما حدث وواصلت نومي.
في الغد وفي نفس التوقيت ، إتصل الرقم المجهول فتحت وقلت ألو ، فإذا الفتاة نفسها تقول : ” ألو ، كيف حالك ؟”
بخير ، لكن من أنتِ؟!
أغلقت الخط في وجهي ، شعرت بالغضب ، ثم واصلت مطالعة كتاب كان في يدي ،
في المرة الثالثة وفي نفس التوقيت ، إتصل الرقم المجهول
فتحت الخط وقلت : ” من أنتِ ، ماذا تريدين؟”
قالت : ” ما بك غاضب هكذا ، كيف حالك؟”.
قلت : ” أنا بخير ، لكن من أنتِ؟”
فأغلقت الخط في وجهي !
في اليوم الرابع إتصلت فانفجرت في وجهها :” لا تتصلي بي مرة أخرى ، ولا تسأليني كيف حالي ،
أنا بخير ، إمسحي رقمي”
طيب ، طيب ، لِمَ أنت غاضب ، ما دامت مكالماتي تضايقك بهذا الشكل فلن أتصل.
ثم أغلقت الخط !
في اليوم الخامس لم تتصل ، كنت أنظر إلى هاتفي منتظرا إتصالها وسؤالها عني ،
ومرت أيام ، لم تتصل ، فقلت ” يارب تكون بخير “
بعد شهر بالتمام إتصلت ، فتحت الهاتف ملهوفا
ألو ، هذه انتِ ؟!
إقرأ أيضا: خمس دقائق
ضحكت وقالت : ” هل إفتقدتني؟”
يعني.
كيف حالك ؟
أنا بخير !
ثم أغلقت الخط في وجهي !
لم أفهم سبب سلوكها ، لكن تعودت على سؤالها اليومي عني ، شعرت بسعادة بالغة بأن هناك من يتفقدني حتى ولو كنت لا أعرفه.
وذات يوم وبينما كنت في نادي الجامعة أرتشف القهوة ، سمعت صوتا أنثويا خلفي يقول ” كيف حالك؟”
إنه نفس الصوت ، ونفس النبرة إلتفت مسرعا وقلبي ينبض فإذا به جعفر صديقي مقلد الأصوات !
لعب بمشاعري الوغد
المهم بعد أن افرغت على وجهه فنجان قهوة ساخن ،
قضيت شهرا كاملا أتصل به يوميا لأسأله : ” كيف حالك؟”
فيقول لي : بخير !
ثم أغلق في وجهه الخط.