قدرات غير طبيعية وخارقة للعادة يعطيها الله تعالى
قدرات غير طبيعية وخارقة للعادة يعطيها الله تعالى لبعض عباده الصالحين في مواقف معينة وتسمى الكرامات.
وهذه القدرات إمتلكها أشخاص عديدين ومثبتة في الكتب الموثوقة ، وفي الأحاديث.
ما هي الكرامات ؟ ولمن أعطاها الله ؟
وقصص لأشخاص وهبهم الله هذه القدرات.
الكرامات هي خوارق العادات التي يخلقها الله لبعض أوليائه ، إما لحاجة به ، أو لإقامة الحجة على العدو ،
أو على أعداء الله لنصر الدين ، وإقامة أمر الله ، فتكون لأولياء الله المؤمنين.
كرامات الأولياء ثابتة عند أهل السنة ، ومن عقيدة أهل السنة الإيمان بكرامات الأولياء وأنها حق ،
والأن بعد أن عرفنا الكرامات يجب أن نفرق بينها وبين السحر.
فالكرامات لبعض عباد الله الصالحين وتكون لمرة واحدة فقط أو موقف واحد لمساندة هذا العبد الصالح.
أما السحر فهو الإستعانة بالشياطين وغالبا يكون في أمور باطلة ومنكرة على عكس الكرامات ،
فالكرامة إنما تكون رحمة للخلق ونصرة للحق ، وصاحبها يكون معروفا بالإستقامة على الشرع وحفظ حدوده.
والأن سنذكر عدة مواقف لبعض عباد الله الصالحين الذين وهبهم الله هذه الكرامات ،
وسنبدأ مع إحدى الكرامات التي وهبها الله للفاروق عمر بن الخطاب.
عندما فتح المسلمون مصر أتى أهلها لعمرو بن العاص وقالوا له نحن لنا سنة إن لم نفعلها لا يجري هذا النهر أبدا وقصدهم (النيل) ،
نحن في كل شهر نذهب إلى جارية حسناء فنأخذ أفضل ثيابها وحليها ونلقيها بالنيل وفيه بعض الروايات الضعيفه كانوا يلقون الجارية نفسها ولا نأخذ بها.
فقال عمرو : هذا شيء منكر ولا يكون في الإسلام.
فأقاموا ثلاثة أشهر والنهر لا يجري قليلا ولا كثيرا ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب ما حصل.
إقرأ أيضا: حسام موافي يروي قيام أحد الأشخاص بإبعاده عن الصف الأول
فكتب إليه عمر رضي الله عنه : أنك قد أصبت بالذي فعلت ، إن الإسلام يهدم ما قبله ،
وكتب إلى عمرو إني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل إذا وصل كتابي إليك.
فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص فإذا بالبطاقه مكتوب بها : من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر : أما بعد:
فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر ، وإن كان اللّه الواحد القهار هو مجريك فنسأل اللّه الواحد القهار أن يجريك.
فألقى البطاقة عمرو بن العاص ليلا في النيل فما أصبحوا إلا وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة ،
فقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم وعمر تحديدا كانت له أكثر من كرامة ذكرت في الكتب.
وفي مرة وقع زلزال في المدينة فضرب عمر عصاه على الأرض وقال :
أسكني بإذن اللّه. فضرب مرة أخرى برمحه قائلا : يا أرض أسكني ، ألم أعدل عليك؟ فسكنت.
وفي مرة وقعت النار في بعض دور المدينة فكتب عمر على خرقة : يا نار أسكني بإذن اللّه. فألقوها في النار فانطفأت في الحال.
وفي عام الرمادة جفت الأرض فخرج عمر بالعباس بن عبد المطلب يستسقي فأشخص واقفا معه العباس ،
ثم أشخص إلى السماء فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك ، فإنك تقول وقولك الحق.
وأما الجدار فكان لغلامين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا.
فحفظتهما لصلاح أبيهما ، فاحفظ اللهم نبيك في عمه ، فقد دلونا به إليك مستشفعين ومستغفرين.
ثم أقبل على الناس فقال : إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا.
فوقف العباس يدعو وعيناه تبكيان ، فنشأت سحابة وقال الناس ترون ترون؟
حتى أمطرت مطرًا غزيرا ، فلاذ الناس بالعباس يقولون له : هنيئا لك ساقي الحرمين.
عندما فتح خالد بن الوليد الحيرة جاء رجل يدعى عمرو الغساني ليتفاوض مع خالد بن الوليد وكان يحمل بيده سم قاتل ،
إقرأ أيضا: الأمثال الكامنة في القرآن
فقال له خالد : ما هذا معك؟ قال : هذا السم ، وما تصنع به؟
قال : أتيتك فإن رأيت عندك ما يسرني وأهل بلدي حمدت الله ، وإن لم أجد فآكله وأستريح.
فقال له خالد : هاته ، فوضعه في يد خالد ، فقال : بسم الله وبالله رب الأرض ورب السماء الذي لا يضر مع اسمه داء ،
ثم أكله ، فتعرق خالد عرقا شديدا ثم هدأ وكأنه لم يبتلع شيئا.
فرجع الغساني إلى قومه ، فقال : جئت من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضره وهذه إحدى الكرامات التي أعطاها الله لخالد.
أسيد بن بن خضير الصحابي الجليل رضي الله عنه كان في الخلاء بمكان موحش ومعه إبنه يحيى ، وكانوا يصلون.
فأخذ أسيد يجهر بالقرآن بصوت عال ، وكان يقرأ سورة البقرة وفرسهُ كانت مربوطة عنده ،
وكلما يقرأ كانت تجول الفرس ويسكت فتهدأ ويقرأ فتجول مرة أخرى وكأنها مرعوبة من شيء ما.
وما إن إنتهى أسيد من الصلاة حتى رفع رأسه إلى السماء ويرى نور من كل مكان وكأنها مصابيح مشتعلة في كل أرجاء السماء ،
فانصرف مسرعًا وما أن جاء الصباح حتى قص للنبي ما حصل.
قال : (وتدري ما ذاك؟) قال : لا ، فقال: (تلك الملائكة دنَتْ لصوتك ، ولو قرأتَ لأصبحت ينظر الناس إليها ، لا تتوارى منهم).
فقد كانت الملائكة تسمع لتلاوته واستطاع أسيد أن يشاهد نورهم العظيم ،
ولو كان إستمر في تلاوته لكان العالم أجمع شاهد الملائكة وعظمة خلقتهم المهيبة ، فهذه أيضا من الكرامات التي أعطاها الله لأسيد.
وفي كرامة أخرى أعطاها الله لأسيد لكن هذه المرة كان معه الصحابي الجليل عباد بن بشر.
إقرأ أيضا: إن الدين عند الله الإسلام
روى عن أنس بن مالك : أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله في ليلة شديدة الظلمة ،
قال : فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما ، فكانا يمشيان بضوئها ، فلما تفرَّقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا.
أبو مسلم الخولاني سيد التابعين قالت له زوجته : ليس لنا دقيق ، فقال هل عندك شيء ؟
قالت نعم درهم واحدا ! قال : أعطيني إياه وهاتي الجراب ،
فدخل السوق فأتاه سائل وألح عليه فأعطاه الدرهم ، وملأ الجراب الذي يوضع به الدقيق نشارة مع تراب ،
ليوهم زوجته أنه جلب الدقيق خوفا من ردة فعلها.
وأتى وقلبه مرعوب منها فوجدها نائمة وذهب لينام.
وعندما إستيقظت زوجته فتحته فإذا به دقيق أبيض فعجنت وخبزت ،
فلما جاء الليل شاهد أبو مسلم الخبز والدقيق فقال : من أين هذا ؟
قالت: من الدقيق الذي جلبته اليوم ، فأكل وبكى.
محمد بن نصر المروزي شيخ الإسلام قال : خرجت من مصر أريد مكة ومعي جاريتي ، فركبت البحر فغرقت ،
وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي ، فما رأينا فيها أحدا ، وأخذني العطش فلم أقدر على الماء ،
فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت ،
فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز ، فقال لي : هاه ؟ فشربت ، وسقيتها ، ثم مضي فلم أدر من أين جاء ؟ ولا من أين راح؟
يقول إبن تيمية : أولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد صل الله عليه وسلم فيفعلون ما أمر به وينتهون عما عنه زجر ،
ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيؤيدهم الله بملائكته وروح منه ويقذف الله في قلوبهم من أنواره ولهم الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه المتقين.
المصادر :
الأحاديث رويت في الصحيحين.
مسند الإمام أحمد.
مجموع فتاوى الإمام بن باز.
سير أعلام النبلاء.