قصة أحلام الجزء الأول
تقول كنا نعيش حياة سعيدة مع أمي لأن والدي تزوج من إمرأة ثانية وصرنا لا نراه إلا في المناسبات.
عشت حياة يتيمة الأب بالرغم من أن أبي على قيد الحياة.
بُعده عنا ولد لدي نوعا من الكره إتجاهه ، حتى تجرأت يوما من الأيام أن حدثت أمي أن تطلب طلاق منه كي لا نراه ثانية.
انقطعت عن الدراسة مبكرا ، لم أجد حظي فيها ولم أكن اعيرها أي اهتمام ، رسبت العديد من المرات حتى تم طردي من المعهد.
في يوم من الأيام وبعد أن انتهيت من شغل البيت كنت جالسة مع أخواتي وأمي نشاهد التلفاز ، حتى دخلت علينا خالتي.
وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث حتى إلتفتت خالتي إلى أمي وقالت لها أن أخو زوجها لديه شاب في مقتبل العمر ،
يريد الزواج وقد اقترحت عليه أحلام إبنة أختي.
فردت عليها أمي وقالت لها سننظر في الموضوع وأجيبك.
لم أعر الموضوع أي اهتمام وكأن الموضوع لواحدة من أخواتي وليس لي.
حتى دخلت علي أمي إلى غرفتي وجلست أمامي ثم دخلت مباشرة في صلب الموضوع.
وقالت لي أحلام إبنتي أنتِ انقطعت عن الدراسة وأصبحت تقومين بأشغال البيت و وأصبح عمرك مناسبا للزواج.
إلتفت إليها وتحدثت بلهجة صارمة : لن أتزوجه ولا أفكر في هذا الموضوع أصلا.
فردت : بل ستتزوجينه رغما عنكِ ثم غادرت غرفتي.
اندهشت من لهجت أمي معي ، أول مرة تحكي بهذا الأسلوب معي ، فصرت أبكي بحرقة ، لعل البكاء يخفف عن مصيبتي.
إقرأ أيضا: رن هاتفي فإذا بي أسمع صوت بكاء أم صديقتي
إتصلت أمي بأختها وأبلغتها أني موافقة على الشاب وبدأت المصيبة تكبر يوما بعد يوم.
حتى أن النوم لم يزورني من يومها ، وأصبحت أفكر بالليل والنهار كيف أتخلص من هذه المصيبة.
في اليوم التالي اتصلت خالتي بأمي حتى يتم تنظيم مراسيم اللقاء ،
كنت في غرفتي أبكي بحرقة ، وكانت أفكار شيطانية تدور في رأسي.
فكرت في الهروب من المنزل لكن إلى أين ، فكرت وفكرت ، حتى قطعت عني أمي هذه الأفكار.
ودخلت إلى غرفتي جلست أمامي وكانت تحمل في يدها ملابس جديدة وأدوات الزينة ، وقالت لي :
إبنتي أحلام الخطاب في الطريق قادمون ، اشتريت لك هذه الملابس هدية مني قومي غيري ملابسك ولا تتأخري علينا.
ماهي إلا لحظات حتى عمت الفوضى أرجاء بيتنا.
صرت ارتجف وسكن رعب قلبي ، ولكنني قررت الانتقام منه قبل أن أعرفه.
فلبست ملابس متواضعة جدا ولم أضع أي من أدوات الزينة ، حتى جاءت أختي وقالت الخطاب يريدونك.
أخذت نفسا عميقا وخرجت عليهم بوجه عبوس وملابس متواضعة ،
فجأة عم السكون في البيت وشهقت أمي من شدة الخجل وأخذتني من يدي إلى غرفتي.
أخذت توبخني بكلام جارح ، وطلبت مني تغيير ملابسي ووضع أدوات الزينة.
وبقيت تنتظرني حتى انتهيت وأخذت بيدي إلى قاعة الجلوس ، وكانت ترسم على شفتيها ابتسامة خجل.
جلست بجانبه دون أن أتفوه بكلمة واحدة واسترقت النظر إليه فلم يزيدني إلا كرها وانتقاما.
وأصبحت أفكار تدور في رأسي كيف سأعيش مع هذا الأبله بقيت عمري ،
أو كيف سنلتقي في بيت واحد ، ولكن هو كان ينظر إلي بابتسامة عريضة وكأن احدا يدغدغه.
في الليل كنت في فراشي أقرأ روايتي حتى أنسى هذا الأحمق وهذه المصيبة التى وقعت فيها ،
وإذا برسالة تأتي على هاتفي ، كتب فيها من أول نظرة وقعت في حبك ولحد اللحظة لم أسأل حتى عن إسمه.
إقرأ أيضا: قصة أحلام الجزء الثاني
قررت أن أرد عليه ردا قاسيا لكن ، أغلقت الهاتف وأكملت قراءة روايتي ونمت.
في الصباح أيقظتني أمي من النوم وجلسنا على طاولة الفطور وأمي توزع الابتسامات.
قلت : صباح الخير وجلست ، دون أن أزيد كلمة ، حتى بادرتني بالكلام وقالت لي :احكي لي ماذا حكيتي مع علي.
قلت لها : علي ، من علي.
فصرخت في وجهي أنت تريدي أن تجننيني ، لهذه الدرجة ما عندك إحساس كل الناس فرحانة لخطوبتك إلا أنت ،
خسارة تربيتي لك وقامت وتركتني غارقة في دموعي.
لهذه الدرجة أصبح الحب بارغام ، لهذه الدرجة ليس عندي حق أتزوج إنسان أحبه ويحبني ، بكيت بحرقة حتى أغمي علي.
يتبع ..