قصة أغرب من الخيال
الأخصائية الإجتماعية نورة عبدالعزيز أرسلت عدد من التغريدات تروي فيها قصة أعجب من الخيال.
وردني ذات يوم بلاغين أحدهما من مكة والآخر من جدة بالعثور على طفلين لقيطين جوار مسجدين واحد بجدة والآخر في مكة ،
وحسب الإجراء المعتاد تم تعميد دار بجدة
لإستقبال طفل جدة ودار مكة لإستقبال دار مكة.
ومرت شهور وتزايدت الأعداد بدار مكة حتى عجزت عن الوفاء بخدماتها.
وفي الوقت نفسه يسر الله للأطفال في
دار جدة من الأسر الحاضنة ما يسمح لي بنقل أطفال من مكة إلى جدة ،
وكانت خيارات النقل أمامي لدارين حكومي وكنت كلما أردت توجيه الموافقة
بالتحويل إلى الدار الحكومية ،
أجد شيء ما يمنعني نسقت مع الجمعية بجدة ومدى إستعدادهم لإستقبال عشرة أطفال من مكة لديهم.
استعدوا فحولتهم للجمعية وأثناء الزيارة الإشرافية من مسئولات المكتب للجمعية ،
ذكرت أخصائية الجمعية لمشرفة المكتب عن ملاحظتها للتطابق في الشبه بين طفل قادم
ضمن مجموعة أطفال مكة وطفل موجود بجدة.
هاتفتني المشرفة بهذه الملاحظة وتأكدها من مدى التشابه بين الطفلين فطلبت منها العودة إلى تاريخ العثور ،
فوجدت أنه في نفس اليوم مع فارق زمني في الوقت قرابة الساعتين.
أوكلت للمشرفة مهمة التحقق عما إذا كانا توأمين أم لا وكانت هناك ملاحظة ثانية عن وجود إسوارة الولادة على قدم الطفل ،
الذي سبق العثور عليه في جدة وكان الخيط الأول لنا في البحث.
إقرأ أيضا: أنا أرملة ويتيمة بعمر الثلاثين
بحثنا في المستشفى عن رقم الطفل فوجدنا أنه توأم لأخر وأمهما غادرت المستشفى مع
زوجها ،
وأخذنا صورة من الوثائق وعقد الزواج وعنوان الأم كونها غير سعودية ثم طلبنا من المستشفى مطابقة بصمتي القدم مع بصمتي قدم الطفلين.
فكانت المفاجأة تطابقهما أبلغت إمارة المنطقة بذلك وما توصلنا له من تطابق وحتى نقطع الشك باليقين طلبت الإذن بتحليل ال DNA ،
وردت الموافقة وظهرت النتيجة بتطابقهما أيضا.
بدأنا رحلة البحث عن الأم فوجدناها شابة تسكن مع أمها المشلولة وهي وحيدتها ،
وظهر لنا أن الاةأم زوجتها لرجل من
جنسيتهم يعمل في مكة لعدم وجود من يعيلهم.
سألتها المشرفة ألم تنجبي قالت بلى أنجبت توأم ذكور فسألتها أين هما؟ قالت أخذهما والدهما ،
ولم يعيدهما فسألناها ألم تبحثي عنهما قالت بحثت عن زوجي ولم أجده وقد أغلق هاتفه ،
وحتى هذه اللحظة لم نخبرها أن ولديها قد جمعهما الله لها في مقر واحد.
أبدينا إستعدادنا لمساعدتها فطلبت منها المشرفة تزويدنا بعنوان الأب وأخبرنا الجهات المختصة ،
لنكتشف أنه غير موجود في العنوان المذكور وأنه غادر البلاد.
مهدنا للأم بوجود طفليها وطلبنا منها أن تراجعنا صباح الغد ليتم الإنتهاء من إعداد المحاضر الرسمية وتجهيز الطفلين.
حضرت الأم في اليوم الثاني
كان مكتبي في الدور الثاني وشاهدت شابة تعدوا على يديها ورجليها ،
فظننت أنها تعثرثت ذهبت لمساعدتها وكانت تجهش بالبكاء وترتجف وتصيح عيالي عيالي.
إقرأ أيضا: يقول صاحب القصة كان أبي شيخا كبيرا
حاولت تهدأتها وأخذتها لمكتبي لم تستطع الجلوس على الكرسي وجلست على الأرض ،
وعرفت أنها أم الطفلين وأحضرت الزميلات لها طفليها ،
ويشهد الله لم يبقي أحد ذلك اليوم لم يبكي لبكائها.
والغريب أن الطفلين جلسا في حضنها بكل إستكانة وهدوء.
بعد ساعتين وبعد أن إستردت رباطة جأشها
سألتها بالله ماذا دعوت به حتى حفظ الله لك وليديك وأعادهما لك.
قالت عندما أخذهما أبوهما فجراً قلت أستودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه.
وبعد أن تأخرا وأغلق الأب هاتفه أيقنت أنه هرب بهما لبلادنا فكنت أدعوا الله قائلة
( يا جامع أم موسى بوليدها إجمعني بأولادي)
كنت ابكي بين يدي الله بحرقة ولم أعلم أن هذا الأب الظالم سيلقي بأبنائي في المساجد في مدينتين متباعدتين ،
قلت ولم يخذلك الله وحفظهما بحفظه وأقر عينك بهما.
غادرتنا الأم ذات ال 19 عاما بطفليها وهي غير مصدقة وتبرعت الزميلات بمساعدتها بملابس وأغذية وتوصيلها مع طفليها للمنزل بسيارة المكتب.
