قصة أول ساعة عرفت في أوروبا
الساعة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد للملك شارلمان ، صنعها المسلمين العرب قبل أكثر من 1200 سنة.
وقد أشتهر عصر الرشيد بالعصر الإسلامي الذهبي ،
الذي تميز بالحضارة والإزدهار الثقافي والديني وإزدهار حركة التجارة الخارجية ونمو العلاقات السياسية.
كم كُنّا عُظماء ورائدون إلى حد كبير !
أهدى الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى إمبراطور الإفرنج شارمان ساعة مائية ،
مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار.
وتتحرك بواسطة قوة مائية ، وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية ،
يتبع بعضها البعض الآخر بحسب عدد الساعات ، فوق قاعدة نحاسية
فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الإمبراطوري.
كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الإثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ،
ويخرج منه فارس يدور حول السّاعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه.
وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج إثنا عشر فارسا مرة واحدة ، يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا ،
وتغلق الأبواب خلفهم.
فاعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها ،
وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل ،
وأحضروا معهم فؤوسا وحطموها ،
إلا أنّهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها.
وقد حزن الملك شارلمان حزنًا بالغًا ،
واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة ،
لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها ،
لكن المحاولة فشلت.
فعرض عليه بعض مستشاريه أنْ يُخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقًا عربيا لإصلاحها ،
فقال شارلمان :
“إنّني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها.
هارون الرشيد الخليفة الذي شُوِّهَ تاريخه عمدا لمنصور عبد الحكيم ص292.