قصة الأفكار السلبية
قصة الأفكار السلبية
في يوم من الأيام أراد مدرب من مدربي السرك أن يفرض سيطرته على فيل صغير حديث الولادة ،
وأن يجعل هذا الفيل يرضخ لرغباته حتى يصبح المدرب المتحكم الأول والأخير في هذا الفيل.
فقام المدرب بربط قدم الفيل بسلسلة حديدية قوية جدا وقام بربط الطرف الآخر من السلسة في جذع شجرة ضخم وقوي.
وكان الفيل المسكين كلما حاول الخلاص من هذة السلسلة يعجز عن ذلك ويجد نفسه محل سخرية المدرب واستهزائه ،
فيتوقف الفيل عن المحاولة حزينا وعاجزا.
وقد تكرر هذا الموقف كثيرا حتى شعر الفيل بشدة عجزة وكف عن المحاولة في التحرر من السلسلة الحديدية ومن سيطرة المدرب.
وعندما أعلن الفيل عجزه وفشله في التحرر ، إنصاع لأوامر مدربه.
قام المدرب بفك السلسلة الحديدية عن الفيل وجعل الفيل يقوم معه بالفقرات في السرك ،
وبمرور الأيام كبر الفيل الصغير وأصبح خاضعا لهذا المدرب الذي فرض سيطرته كاملة على الفيل المسكين.
ولكن في يوم من الأيام توقف الفيل مفكرا قائلا في نفسه : أنا أكبر حجما من هذا المدرب وأكثر قوة بكثير ،
فكيف أكون خاضعا له وعاجزا عن التمرد عليه.
وبالفعل أعلن الفيل تمرده على المدرب وعصيانه لأوامره.
فما كان من المدرب إلا أن أخذ الفيل إلى المكان القديم الذي ربطه فيه عندما كان صغيرا إلى جذع شجرة ضخم ،
ولكن هذه المرة إستخدم المدرب خيط ضعيف جدا ربط به قدم الفيل في الجذع بدلا من السلسلة الحديدية الضخمة.
إقرأ أيضا: في سنة 2016 كنت أبلغ من العمر الرابعة والعشرين
وعندها لم يقم الفيل بأي محاولة للتخلص من الحبل وتحرير نفسه ،
ولكنه تذكر عجزه ومحاولاته التي فشلت قديما ولذلك يأس الفيل ولم يحاول حتى قطع هذا الخيط الرفيع الذي كان سيقطعه بمنتهى السهولة إذا حاول ،
ولكن سيطرة الأفكار السلبية والإحساس بالعجز والفشل قد منع الفيل من المحاولة ومن النجاح في التحرر من المدرب.
وهكذا فشل الفيل الضخم القوي في قطع حبل رفيع جدا وضعيف ليس بسبب ضعف جسدي ،
وإنما بسبب ضعف نفسي داخلي سيطر على الفيل.
ووقف المدرب في خيلاء وغرور يراقب الفيل وهو يعلن يأسه وإستسلامه وعلم المدرب أن الفيل سيبقى خاضعا له إلى الأبد !
العبرة من القصة : وهكذا نحن بني البشر ، تؤثر علينا الأفكار السلبية والذكريات السيئة ،
فنستسلم سريعا للفشل والإحباط دون أدنى محاولة حقيقية للتحرر.