قصة التفريق بين الأبناء في المعاملة
قصة التفريق بين الأبناء في المعاملة
يحكى عن رجل ميسور الحال كان له خمسة من الأبناء ، أربعة بنات وولد واحد ، فكان هذا الأب يميز بين معاملته لابنه الصبي منذ صغره ،
وكان يبدي الحب والعطف تجاهه أكثر من البنات ويلبي له كل رغباته.
ثم مع مرور الوقت كبرن البنات وأصبحن فتيات جميلات ، وكبر الولد وأصبح فتى أيضاً ، وتوفيت زوجته.
بعد ذلك تزوجن الفتيات ، وقرر الرجل أن يزوج ابنه في سن مبكر مثل بناته.
بعد أن ماتت زوجة الرجل وسوس له الشطان بأنه لو مات فإن جزء من أمواله سوف يذهب إلى أزواج بناته ،
وهم أغراب عنه وأن ولده أولى بأمواله ، فقرر أن يكتب كل ما يملك لابنه وألا يترك أي قرش من ثروته لأيًا من بناته ،
ويكفي إنفاقه عليهن حتى تزوجن.
بعد أن نقل الرجل كل أمواله باسم ابنه الوحيد قام بتزويجه ، وعاش معه ومع زوجته في نفس البيت.
بعد مرور أشهر قليلة ، لاحظ أن معاملة ابنه وزوجته له قد تغيرت ، وكان كلما طلب من زوجة ابنه طلب كانت تشعر بالضيق منه وترد عليه بغلظة ، وهي ترفع صوتها.
وعندما اشتكى الرجل لابنه ، حدث العكس حيث عنف والده بقسوة وأخبره أنه إذا استمر في أفعاله ،
فإن زوجته قد تغضب وتترك له البيت وأنه لن يسمح له بعمل ذلك لأنه يحب زوجته.
وفي أحد الأيام ذهب الرجل إلى أحد المحلات التي كانت ملكه في السابق لكنه أعطاها لابنه ،
وطلب من العامل بعض من أموال المحل ، لكن العامل أخبر الابن بذلك فحضر الابن بسرعة وعنف أبيه بشدة أمام العمال ،
فلما حاول الأب أن يرد على ابنه رفع يده وضرب والده.
شعر الأب بالحسرة لأنه ميز ابنه على باقي إخوته ، وكان كل أهل القرية قد علموا بما حدث للأب ،
ووصلت الأخبار إلى أحد أزواج بناته الذي كان يعيش في قرية مجاورة ،
وعلى الفور ذهبت الإبنة ومعها زوجها إلى منزل أبيها وطلبت منه أن يذهب ليعيش معها في بيتها ،
وقد فرح الابن وزوجته كثيرًا لأنه سوف يرتاح من رعاية والده العجوز بالرغم من أنه كان المفضل لديه طوال حياته.
إقرأ أيضا: جورجيت اسطورة مدينة بورتسودان
عاش الأب في منزل ابنته ولاقى معاملة كريمة من زوج ابنته ، وقد لبوا له كل احتياجاته دون ضجر أو غضب ،
وكانت بناته الأربع الأخريات يزرنه باستمرار ، وكل واحدة منهن قد طلبت من والدها العيش عندها.
كان الأب يشعر بالخجل في نفسه ، فقد منح كل الأموال التي جمعها طوال حياته لابنه العاق ،
بينما لم يبقى أي شيء لبناته ليرثوه بعد وفاته ، ومع ذلك فإن ابنته وزوجها أكرماه بينما طرده ابنه.
ومع مرور الوقت خسر الابن معظم المال الذي تركه له والده ، وضاق به الحال وبدأت زوجته تشعر بالضجر منه ،
كما أن ابنه الصغير علم بما فعله بجده من أهل القرية فغضب من والديه وغادر البيت حزناً على جده.
شعر الإبن أن الدنيا قد ضاقت أمامه وأيقن أنه قد لاقى عقابه بسبب ما فعله بوالده.
وبعد مرور الأشهر ، في ذات يوم وعلى الفور قرر أن يذهب لمنزل أخته ليطلب العفو من والده ،
فوجد ابنه هناك يجلس مع جده.
اعتذر الولد من والده وطلب منه أن يعود معه إلى بيته ، فأخبره الأب أنه قد سامحه لكنه سوف يظل عند ابنته.
ومع مرور الوقت بدأ الإبن يعمل من جديد حتى استعاد الأموال التي تركها له أبيه ،
وقرر أن يعيدها لوالده حتى يتم تقسيمها بينه وبين أخواته بالعدل ويرجع الحق لأصحابه.