Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

قصة الثلاث بنات وجرة العسل الجزء الثاني

قصة الثلاث بنات وجرة العسل الجزء الثاني

أين أنت يا أمي وأخواتي كم فراقكم صعب كنا فقراء وحياتنا تعب لكننا معا سعداء نمضي يومنا بين لهو ولعب ،

لكن فجأة توقفت عن الغناء وخيل إليها أنها تسمع صوت أقدام ثقيلة فجرت إلى الباب وألصقت أذنها ،

كان هناك شخص يمشي في الرواق ثم سمعت صوت مفتاح يدور في أحد الأقفال وصرير مزعج صادر عن باب قديم ،

ثم خطوات وهي تنزل ثم توقف كل شيء.

رجعت البنت إلى مقعدها وحاولت أن تكمل تطريز قطعة القماش التي في يديها لكن لم تقدر ،

وتساءلت من هي صاحبة هذه الأقدام وأين ذهبت.

ما هو مأكد أن أحد هذه الأبواب الكثيرة يقود إلى دهليز تحت الأرض وأحست بالخوف لما جال بخاطرها أن أختاها سجينتين في مكان مظلم ،

وقالت في نفسها لا بد أن أحتال لأدخل لذلك الدهليز دون أن يتفطن أحد.

في الصباح قامت باكرا وتظاهرت أنها تنظف القصر وتنظر الغرف المغلقة ،

وكانت الأبواب كلها متشابهة وواحد منها فقط يأدي للجزء السفلي ،

لكن كيف ستعرفه وطبعا لن تغامر بفتح الغرف ، فلا تدري ماذا ينتظرها في هذا المكان المخيف؟

ثم ذهبت إلى المطبخ ولاحظت أن أحد الصحنين فارغ لم يبق فيه لا لحم ولا عظم ،

أما الآخر فلم ينقص منه إلا شيء يسير فقالت في نفسها ترى من هو هذا الشخص الذي يرفض أن يأكل ،

ولماذا كل هذا الحذر والحرص هناك سر هنا ولا بد أن أكتشفه وعلي أن أسرع ،

فأنا لا أرتاح لما يحصل وقد يكون شيئا فظيعا.

ثم رتبت كل شيء بعد ذلك ، جلست على الطاولة في البهو الكبير لتواصل تعلم أنواع الأعشاب ،

فلقد أعجبها ذلك ووجدته مسليا وبينما هي كذلك دخل الشيخ ولما رأى أن كل شيء مرتبا ونظيفا شكرها ،

وقال لها ستعطيك صاحبة القصر مكافئة على إخلاصك فإلى حد الآن لم نجد أحدا مثلك ،

وكل من أتينا بهم إلى هنا يتدخلون فيما لا يعنيهم والآن ستجمعين الأعشاب في قراطيس ،

وتكتبين عليها أسماءها.

إقرأ أيضا: رواية وادي الذئاب المنسية للعبقري متخصص الفنتازيا عمرو عبد الحميد

أمضيا النهار في العمل وكلما سألته عن إخوتها تهرب من الإجابة وفي النهاية ظهر عليه الإنفعال وصاح ،

من لا يسمع الكلام يعاقب وأنت هنا في نعمة يحسدك عليها الناس ، فلا تفسدي ذلك هل فهمت.

فحركت رأسها بالإيجاب فرد عليها هكذا أفضل وسيأتي يوم تشكريني فيه على صنيعي معك ،

وعند الغروب إنصرف كعادته فذهبت إلى المطبخ وطبخت كوارع عجل ،

وبعدما أكلت حتى شبعت كومت اللحم في أحد الصحنين وزادته الملح ثم صبت قليلا من الدقيق على أرضية المطبخ ،

ولما أنهت صاحبة القصر صحنها أحست بالعطش فصعدت إلى المطبخ وأخذت جرة ماء وشربت ،

ثم قالت الطعام جيد اليوم لكن أكثرت تلك البنت من الملح لا بد أن يعلمها الشيخ لكي لا تفعل ذلك مرة أخرى.

ثم ذهبت إلى غرفتها وأغلقت على نفسها بالمفتاح ، في الصباح نهضت حليمة وخافت لما رأت آثار الأقدام ،

فلقد كانت تشبه حوافر حمار واتبعت آثار الدقيق في الرواق وقادتها للغرفة الأولى ،

فقالت في نفسها لقد عرفت واحدة ومازال هناك ثمانية أبواب وصاحبة القصر غولة بشعة المنظر ، ثم بدأت بالبكاء.

فربما أكلت أختاها وأقسمت أن تنتقم منها لو حصل لهما أذى.

في الصباح إنهمكت البنت في العمل لكنها كانت تفكر في حل لتعرف أين تذهب الغولة في الليل ،

وفكرت أن تخرج ورائها لكن تذكرت ما قالت لها أمها أن الأغوال تشم من بعيد رائحة الناس.

مر الوقت سريعا ولم تجد حلا ولما إنصرف الشيخ طبخت الطعام ثم رجعت إلى غرفتها وبدأت تطرز ،

ولما نظرت إلى الخيط خطرت لها فكرة فقامت ووضعت قطعة خيط صغيرة في شق الباب ولما يفتحه أحدهم يسقط دون أن يحس به أحد في الظلام.

جرت بسرعة ووضعت خيطا بني اللون مثل لون الأبواب وأصبح من المستحل رؤيته ،

ثم رجعت إلى إبرتها وقماشها وفتحت أذنيها ولم يمر وقت طويل حتى سمعت خطوات الغولة ،

فوضعت أذنها كما تعودت أن تفعل وفي تلك اللحظة كان هناك صوت مكتوم لم تقدر أن تميزه ، ثم سكن كل شيء في القصر.

إقرأ أيضا: المشعوذ الجزء الأول

لم تقدر حليمة على النوم ولما بدأت الشمس في الطلوع نهضت من فراشها وتسللت بحذر إلى الرواق الطويل ،

وبدأت تنظر إلى الأبواب واحدا بعد الآخر وأصابتها الدهشة حين لاحظت أن الخيوط بقيت في مكانها.

فاشتدت حيرتها وأخذت تجول بنظرها في كل مكان لكن لم يكن هناك أبواب أخرى ،

فتسائلت أنا متأكدة أنها كانت في البهو لكن أين ذهبت الغولة؟

كانت تنظف القصر وتفكر فالطابق العلوي متروك كما هو من أقدم الأزمان ، ولو صعد إليه أحد لسمعته ،

وأخذت تمشي وتجيئ وهي تتحسس الحيطان لكن لا شيء.

أحست باليأس وهمت بالذهاب لكن طرف ثوبها علق في قرن تمثال غزال ،

ودار الرأس ولما نظرت البنت تحت قدميها رأت دهليزا قد إنفتح وتذكرت الصوت المكتوم الذي سمعته البارحة ،

وكادت تقع على الأرض من هول المفاجأة.

فماذا لو سمعت الغولة الصوت وخرجت لها فسيكون عقابها عسيرا.

ثم أرجعت الرأس لمكانه وواصلت تنظيف الرواق وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه من شدة الخفقان ،

لكن لما لاحظت أنه لم يخرج أحد بدأت تشعر بالإطمئنان وأنهت عملها بسرعة ثم جلست تقرأ في كتاب الأعشاب.

فكرت أن تصنع سما تدسه في طعام الغولة وتقتلها ثم تنقذ أختاها وتهرب ،

المشکلة أن عليها أيضا أن تتخلص من الشيخ وهو ساحر لا يمكن خداعه بسهولة ،

لذلك عليها أن تفكر بحل.

ولما جاء الشيخ وسألته لماذا لا يبيت في القصر نظر إليها بشراسة ثم أجابها أن ذلك لا يعنيها ،

ومن الأفضل أن تهتم بشؤونها فضحكت وزادت ثورته وصاح سأعلمك الأدب ،

وأخذ يلوح بيده إستغربت البنت فرغم صياح الشيخ لم تخرج الغولة وتأكدت أنها لا تنهض سوى في الليل.

في الغد أرادت أن تجرب ذلك فأخذت وعاءا نحاسيا كبيرا وألقته على الأرض فأحدث صوتا عاليا ،

لكن لم يتحرك أحد ففهمت أن من يأتي هنا يعرف أن الغولة تغيب كامل اليوم فيفتح الأبواب إلا أن هناك وراءها فخ ،

وأي واحد يفعل ذلك يقع له شيء لا تعرفه ، وربما هذا ما حصل لأختيها.

إقرأ أيضا: رجل إضطر أن يقترض مبلغ من أحد التجار

فتشجعت وقالت مازال هناك بعض الوقت قبل أن يأتي الشيخ ، سأنزل وأرى ما يوجد في الدهليز!

ولما أدارت الرأس إنفتح المدخل ورأت درجا ضيقا يقود إلى أسفل ،

فوجدت سراجا أشعلته ونزلت وفي النهاية وجدت نفسها في مكان واسع مفروش بالزرابي وفيه الأثاث الفاخر ،

وفي أحد الزوايا رأت فتى نائما وقد شحب لونه وظهر عليه الهزال الشديد ،

ولما إقتربت منه رأت أنه حسن المنظر ويرتدي ملابس غالية وفجأة قام وأمسك بها من ثوبها فخافت وطلعت تجري ،

ثم أغلقت باب الدهليز ووقفت لحظة لتسترجع أنفاسها وتساءلت من ذلك الفتى ،

وماذا يفعل هنا لكن الأهم أين أختاها؟

ثم جلست تبكي وقالت إن لم أجدهما هناك فهذا يعني أن الغولة قتلتهما.

ثم مسحت دموعها وتساءلت وماذا لو كانتا عند الشيخ؟

ولما جاء في الصباح حاولت أن تسأله عن أختيها فأجابها بحنق سيكون لك مصيرهما ،

لكن حليمة لم تعد تخاف وردت عليه أفضل أن ألحق بهما عوضا أن أكون من خدمك ،

قال لها حسنا سيكون لك هذا أيتها اللعينة فكلكن مثل بعض لا تصلحن إلا لنأخذ شبابكن.

ثم بعد قليل هدأ الرجل وقال لها هيا عودي إلى شغلك وسأسامحك لأنك ذكية وتتعلمين بسرعة.

لكن البنت تظاهرت بالصمت وهي تحاول أن تفهم ماذا يقصد ذلك الساحر اللئيم بكلامه ،

لما ذهبت حليمة إلى المطبخ أخرجت أرنبا لتطبخه لكنها سمعت صوتا في الحديقة ،

فأطلت من النافذة ورأت قطا يموء من شدة الجوع فنزلت بسرعة وحملته معها كان نحيفا إلى درجة أنه لم يبق منه سوى الجلد والعظم ،

فألقت له قطعة لحم ونظرت إليه بحزن وهو يأكل ويرتعد وفجأة صاحت لقد عرفت الآن معنى كلام الساحر ،

ولماذا تغيب الغولة كامل النهار وتخرج في الليل لتنزل لذلك الولد إنها تبحث عن الشباب والجمال ،

ولهذا أتت بذلك الساحر ليصنع لها التعاويذ والأدوية لكنه فشل ،

إقرأ أيضا: قصة الثلاث بنات وجرة العسل الجزء الثالث

ولما رأى جمال أختيها الفتان أدرك أنه وجد الحل فحبسهما وبدأت الغولة تمتص شبابهما كما تمتص النحلة الأزهار ،

هذا يعني أنهما في خطر وربما في الرمق الأخير عليها أن تتصرف دون أن تنتنظر لحظة واحدة.

فأخذت ساطورا وعودا من النار لكنها في عجلتها عوضا أن تفتح غرفة الغولة فتحت التي بجانبها ،

وأدخلت القط الذي جرى إلى الداخل وبعد قليل سمعته يموء بشدة فمشت وراءه وهي تنظر إلى اليمين واليسار ،

لقد كانت أمامها ممرات متشابكة لا يعرف أحد أين تأدي واكتشفت أن الغرف الستة مرتبطة كلها ببعضها ،

وأخذت تتبع صوت القط وفي الأخير وجدته ملتصقا بشبكة عنكبوت كبيرة وهناك كثير من العظام لناس دخلوا وحصلوا في الفخ ،

ولما نظرت حولها كان هناك أكوام من المجوهرات والسيوف الذهبية وتاج كبير مرصع بالألماس ،

وفجأة سمعت حركة غريبة كأن شيئا ما يتحرك ورأت العنكبوت يقترب من القط وقد بدأ في تحريك فكيه ،

ولم تجد من حل لإنقاذه سوى وضع النار في الشبكة ونجا القط لكن النار وقعت على العنكبوت الذي بدأ يجري ثم خرج إلى الرواق المفروش بالزرابي ،

وبسرعة إنتقل إليها اللهب وشمت الغولة رائحة الدخان ففتحت بابها وخرجت وهي تصرخ وقد تملكها الفزع.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?