قصة الظلم ودعوة المظلوم
قصة الظلم ودعوة المظلوم
قال رجل : رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي : من رآني فلا يظلمن أحدهم ، فتقدمت إليه ، وقلت له : يا أخي ما قصتك؟
فقال : قصتي عجيبة ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﻮﻣًﺎ ﺻﻴﺎﺩًﺍ ﻣﺴﻜﻴﻨًﺎ ﻗﺪ ﺍﺻﻄﺎﺩ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ،
ﻓﺠﺌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺃﻋﻄﻴﻜﻬﺎ ، ﺃﻧﺎ ﺁﺧﺬُ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮﺗًﺎ ﻟﻌﻴﺎﻟﻲ ، ﻓﻀﺮﺑﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻗﻬﺮًﺍ ، ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺑﻬﺎ.
ﻗﺎﻝ : ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺎﺵٍ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ، ﺇﺫ ﻋﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻬﺎﻣﻲ ﻋﻀﺔ ﻗﻮﻳﺔ ، ﻭﺁﻟﻤﺘﻨﻲ ﺃﻟﻤًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ،
ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻊ ، ﻭﻭﺭﻣﺖ ﻳﺪﻱ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ، ﻭﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻟﻢ ،
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻗﻄﻌﻬﺎ ﻭﺇﻻ ﺗﻠﻔﺖ ﻳﺪﻙ ، ﻓﻘﻄﻌﺖ ﺇﺑﻬﺎﻣﻲ.
ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻳﺪﻱ ، ﻭﻟﻢ ﺃﻃﻖ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻮﻡ.
ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻜﻒ ، ﻓﻘﻄﻌﻬﺎ ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻲَّ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ الكتف.
ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺃﻟﻤﻚ؟
ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ.
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺭﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻓﺎﺳﺘﺤﻠﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺿﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻙ ،
ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﺭﺿﺎﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﻧﻚ.
ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﻃﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﺃﺑﻜﻲ ﻭﻗﻠﺖ :
ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
إقرأ أيضا: ﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻧﺔ المعضوضة
ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻏﺼﺒًﺎ ،
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻭﺃﺭﻳﺘﻪ ﻳﺪﻱ.
ﻓﺒﻜﻰ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻗﺪ ﺣﻠﻠﺘﻚ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ : ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻋﻠﻲّ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻚ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ.
ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﻮّﻯ ﻋﻠﻲّ ﺑﻘﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻲ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﻲ ﻇﻠﻤًﺎ ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻓﻴﻪ ﻗﺪﺭﺗﻚ.