قصة الكلمة الجارحة
قصة الكلمة الجارحة
في يوم من الأيام شعر فلاح بالغضب الشديد من صديقه وأخذ يقذفه بأبشع الكلمات الجارحة المؤلمة ،
ولم يرد عليه صاحبه أو ينطق.
ظل ينظر إليه في صمت موجوعا من أثر كلماته ، فتركه الفلاح وانصرف إلى منزله ،
ولكن بعد مدة قصيرة هدأت أعصابه وبدأ يشعر بالندم ، لأنه أحزن صديقه ، وأخذ يعاتب نفسه قائلاً :
كيف خرجت هذه الكلمات من فمي؟! سوف أذهب الآن على الفور وأعتذر من صديقي.
وبالفعل أسرع الفلاح إلى منزل صديقه وفي خجل وندم شديدين قال له : أنا أعتذر منك يا صديقي ،
أرجوك سامحني من هذه الكلمات الجارحة التي قلتها لك.
تقبل الصديق اعتذاره ، ولكن لم يشعر الفلاح بارتياح أيضا ، وعاد إلى بيته وهو يشعر بالغصة والحنق ،
وأخذ يعاتب نفسه ويلومها مرات ومرات على هذه الكلمات التي أحزنت صديقه ، لم يسترح قلبه أبداً من يومها.
فقرر الفلاح أن يلتقي بشيخ القرية ويعترف له عما بدر منه عله يساعده في هذه المشكلة التي تؤلمه وتؤرق نومه ،
قال الفلاح للشيخ : أرجوك ساعدني أريد أن تستريح نفسي ويهدأ قلبي وبالي ،
فإني ألوم نفسي بشدة على هذه الكلمات التي بدرت مني في حق صديقي ،
قال له الشيخ : إن أردت أن تستريح وتهدأ ، قم بملأ جعبتك بريش الطيور واعبر على جميع بيوت القرية ،
وضع أمام كل منزل ريشة واحدة.
تعجب الفلاح من هذه الفكرة ولكنه قرر تنفيذها بأي حال من الأحوال ، وبالفعل قام بتنفيذ ما طلبه الشيخ ، ثم عاد إليه من جديد.
قال له الشيخ : الآن إذهب واجمع الريش من أمام جميع البيوت.
إقرأ أيضا: في كافتيريا المدرسة لفت انتباهي طفل لم يتجاوز السابعة
عاد الفلاح ليجمع الريش ولكنه وجد أن الرياح قد حملت الريش والقت به بعيداً ولم يستطع العثور سوى على عدد قليل جداً من الريش أمام الأبواب ، فعاد حزيناً إلى الشيخ.
في هذه اللحظة اقترب منه الشيخ وقال له : كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك ،
ما أسهل أن تقوم بذلك ، ولكن الصعب فعلاً أن ترد الكلمات إلى فمك من جديد بعد أن بدرت عنك ،
مثلما يكون من الصعب عليك أن تقوم بجمع الريش ، إذن عليك أن تجمع ريش الطيور ، أو تمسك لسانك.