قصة المحتال والحمار!
إشترى المحتال حمارا وملأ دبره نقود من الذهب رغما عنه ، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق.
فنهق الحمار فتساقطت النقود من دبره
فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمار كلما نهق تتساقط النقود من دبره ،
وبدون تفكير ، بدأت المفاوضات حول بيع الحمار.
واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية ،
فانطلق مع أهل المدينة فوراً إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته أنه غير موجود ،
لكنها سترسل الكلب وسوف يحضره فورا.
فعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهرب لا يلوي على شيء ،
لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب.
طبعا نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب ، واشتراه أحدهم بمبلغ كبير.
ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره بعد ذلك فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك.
عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى.
فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا البيت عنوة ، فلم يجدوا سوى زوجته.
فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته وقال لها :
لماذا لم تقومي بواجبات الضيافة لهؤلاء الأكارم؟
فقالت الزوجة إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت.
فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر ،
حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء.
فتظاهرت الزوجه بالموت ، وصار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم لا تقلقوا ،
فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة مرة أخرى.
إقرأ أيضا: وجد أخاه قد جلب كتابا قديما
وفورا أخرج مزمارا من جيبه ، وبدأ يعزف
فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا ،
وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين.
فنسى الرجال لماذا جاءوا ، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه منه بمبلغ كبير جدا.
وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحوا.
وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه
فخاف أن يقول لهم أنه قتل زوجته ،
فادعى أن المزمار يعمل وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته.
فاستعاره التجار منه وقتل كل منهم زوجته.
وبعد أن طفح الكيل مع التجار ذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر ،
وساروا به حتى تعبوا فجلسوا للراحة فناموا.
وصار المحتال يصرخ من داخل الكيس
فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء نيام ،
فقال له : بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار فى الإمارة ، لكنه يعشق إبنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري.
وكالعادة طبعاً أقنع صاحبنا الراعي بأن يحل مكانه في الكيس طمعا بالزواج من إبنة كبير التجار ،
فدخل مكانه بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة.
ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين منه ،
ولكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه 300 رأس من الغنم.
فسألوه فأخبرهم بأنهم لما ألقوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطئ.
وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطئ لأنقذته أختها الأكثر ثراء ،
والتي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهي تفعل ذلك مع الجميع.
كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون
فانطلق الجميع إلى البحر وألقوا بأنفسهم في البحر ،
وأصبحت المدينة بأكملها ملكا للمحتال.