قصة المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
قصة المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
دخل أوس على زوجته خولة وهي تتهيأ للصلاة ، فأرادها لنفسه ، ولكنها ردت عليه : أن فرض الله لا يؤجل!
فأقسم عليها ، إن صلت قبل أن تمكنه من نفسها ، فهي محرمة عليه كظهر أمه.
فصلت خولة فرض ربها غير خائفة من يمين زوجها.
وكانت تلك المرأة هي ﺧﻮلة بنت ثعلبة من ربات ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ.
ﻭﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ إبن عمها أوس بن الصامت ﺣﻴﺎﺓ فقيرة ﻣﻌﺪﻣﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤﻪ الله ﻟﻬﺎ.
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﻧﻬﺖ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻭﺱ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ ، ﻓﻨﻔﺮﺕ ﻣﻨﻪ ، ﻓﺎﺣﺘﺎﺭ ﻭﺗﻤﻠّﻜﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ،
فقالت له : أنا محرمة عليك كأمك ، هيا بنا نذهب للرسول للنظر ماذا يقول في هذا اليمين ؟!
وهو من ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ : ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻲّ ﻛﻈﻬﺮ ﺃﻣﻲ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻼﻕ ، ﺇﺫ ﻻ ﺭﺟﻌﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﻋﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ( ﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ) .
دخلت خولة على الرسول صل الله عليه وسلم ، ﺷﺎﻛﻴﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻤﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ :
يا رسول الله ، إﻥ ﺃﻭﺳﺎً ﺗﺰﻭﺟﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻲ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺒﺮﺕْ سنّي ، ﻭﻧﺜﺮﺕُ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ ،
ﻭﻛﺜُﺮ ﻭﻟﺪﻱ ، ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻛﺄﻣّﻪ ، ﻭﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺻِﺒْﻴَﺔٌ ﺻﻐﺎﺭ ، ﺇﻥ ﺿﻤّﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺎﻋﻮﺍ ،
ﻭﺇﻥ ﺿﻤﻤﺘُﻬﻢ ﺇﻟﻲّ ﺟﺎﻋﻮﺍ ، ﺃﻛﻞَ ﻣﺎﻟﻲ ، ﻭﺃﻓﻨﻰ ﺷﺒﺎﺑﻲ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮﺕْ ﺳﻨّﻲ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﻟﺪﻱ ، ﻇﺎﻫَﺮَ ﻣﻨﻲ.
ﻗﺎﻟﺖ السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ الله ﻋﻨﻬﺎ : ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ الله ﺣﺘﻰ ﺑﻜﻴﺖ ﻭﺑﻜﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ!
وبينما ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ الله صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻜﻠﻤﻪ ، ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،
ﻭﻧﻔﺲُ ﺧﻮﻟﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺳُﺮّﻱَ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ الله صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺧﻮﻟﺔ ! ﻗﺎﻟﺖ : ﻟﺒﻴﻚ ، ﻭﻧﻬﻀﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻔﺮﺡ ،
إقرأ أيضا: سهيل بن عمرو أفصح خطباء قريش
ﻓﺘﺒﺴّﻢ ﺭﺳﻮﻝ الله صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺰﻝ الله ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻴﻪ ، -ﺃﻱ ﺯﻭﺟﻬﺎ – ﺛﻢ ﺗﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)
( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ –1 4 ).
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣُﺮﻳﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﺃﻱ ﺭﻗﺒﺔ ؟ والله ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺭﻗﺒﺔ ﻭﻣﺎ ﻟﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﻏﻴﺮﻱ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﺼﻢ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : والله ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ !
ﻗﺎﻝ : ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﻄﻌﻢ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﻜﻴﻨﺎً ﻭَﺳْﻘﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ.
ﻗﺎﻟﺖ : ﻭالله ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﻋﻨﺪه.
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ الله صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﺈﻧّﺎ ﺳﻨﻌﻴﻨﻪ ﺑﻌﺮﻕ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﺃﻧﺎ ﻭالله ﺳﺄﻋﻴﻨﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺮﻕ ﺁﺧﺮ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ صل الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﺃﺣﺴﻨﺖِ ﻭﺃﺻﺒﺖِ ، ﻓﺎﺫﻫﺒﻲ ﻭﺗﺼﺪَّﻗﻲ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺍﺳﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﺧﻴﺮﺍً )
ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻌﻠﺖ.
إقرأ أيضا: قصة وا معتصماه
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ الله ﻋﻨﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻪ ﺧﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼً ، ﻭﻭﻋﻈﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ :
( ﻳﺎ ﻋﻤﺮ، ﻛﻨﺖ ﺗﺪﻋﻰ ﻋُﻤَﻴْﺮﺍً ، ﺛﻢ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻋﻤﺮ ، ﺛﻢ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﻓﺎﺗّﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﻘﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻔﻮﺕ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻘﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ )
ﻭسيدنا ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ الله ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻗﻒ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻉ!
ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﺃﺗﻘﻒ ﻟﻬﺬه ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻛﻠﻪ ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : والله ، ﻟﻮ ﺣﺒﺴﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮه ، ما تحركت إلا ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ.
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ : ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ يا أمير المؤمنين.
ﻗﺎﻝ عمر ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ الله ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ
ﺃﻓﻴﺴﻤﻊ ﺭﺏُّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻋﻤﺮ.