قصة الملك المتجبر مع العجوز وكوخها
قصة الملك المتجبر مع العجوز وكوخها
يروى عن وهب بن منبه اليماني قال : إن جباراً بنى قصراً وشيده وزخرفه ، وأنفق عليه أموالاً كثيرة وجواهر نفيسة ،
وأراد أن يجعله قرة عين ، ظاناً أنه لن يخرج منه ، وأنه لن يزول ملكه.
وفي يوم من الأيام أخذ يطوف بالقصر في كِبْر وعُجْب وزُهُو وخُيَلاء ،
فرأى قريباً من القصر في جانبٍ منه كوخاً صغيراً من القش وعسبٍ النخل وأوراق الشجر ، فقال : لمن هذا الكوخ؟
قالوا : لإمرأة عجوز بنته لتسكن فيه ، وهي إمرأة منقطعة ليس لها ولد ولا قرابة ، وأرادت القرب من الملك لعلها أن تنال من عطائه.
فقال في ظلم وعتو : إذهبوا واهدموه وأزيلوه من مكانه ، فلا ينبغي أن يكون بجانب قصري حتى لا يشوه منظره ، ولا ينتننا برائحته.
فذهب الجنود إلى كوخ المرأة فهدموه ، ولم يتعبوا في هدمه ؛ فلم يكن إلا بيتاً صغيراً من الخشب ، ثم أصبح أثراً بعد عين.
ورجعت العجوز آخر النهار تريد أن ترتاح بعد أن طلبت العيش ، وقد تجد العيش وقد لا تجده.
وفي الطريق لم تجد هذا البيت ، فظنت أنها ضلت الطريق إلى بيتها ، بحثت عنه فلم تجده ،
ثم سألت أحد الناس وقالت : هل تعلم أين الكوخ الذي كان في هذه الأماكن؟
قال : نعم.
قالت : أين هو؟
قال : أمر الملك بإزالته من مكانه.
إقرأ أيضا: في قرية روسية كانت تسكن فيها عائلة سيمون
فنظرت إلى السماء واستنجدت بملك الملوك سبحانه ، ورفعت أكفها إلى الله وقالت :
اللهم يا رب المستضعفين! ويا مغيث المستغيثين! ويا أرحم الراحمين! لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء ،
يا جبار السموات والأرض! يا من يقول للشيء : كُنْ فَيَكُونُ
اللهم إني غبت عن كوخي وذهبت لحاجتي ، وقد استودعتك ذلك الكوخ واعتدى عليه هذا الظالم ،
اللّهم فاقلب قصره عليه ، وخذه أخذ عزيز منتصر لعبدك الضعيف من الجبار العنيف.
فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على الملك ومن فيه ، فقلبه حتى سوى به الأرض ، وخرب القصر ومن فيه.
وهكذا تكون عاقبة الجبارين والمفسدين ، نسأل الله العافية.