قصة النمرود
قصة النمرود
نمرود بن كنعان ، وهو أول جبار في الأرض حكم مملكته من بابل في العراق ، وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض ، وادعى الربوبية وكان قد طغى وتجبر وعتا.
ذكر لأول مرة في التوراة اليهودية بالإسم كملك جبار تحدى الله في بنائه برج بابل.
قيل أنه ذات ليلة رأى النمرود حلما طلع فيه كوكب في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبقى ضوء ،
فقال الكهنة والمنجمون في تأويل الحلم أنه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه ،
فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة وولد إبراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر ،
وقد كان الناس يخرجون ويختارون من عند النمرود الطعام ليأكلوا.
فخرج معهم مرة سيدنا إبراهيم عليه السلام ليختار من الطعام مثل الناس ، وكان هذا الملك يمر بالناس فيسألهم :
من ربكم؟ ويقولوا : أنت.
حتى مر بإبراهيم عليه السلام ، فقال له : من ربك؟ قال : ربي الذي يحيي ويميت ،
قال : أنا أحيي وأميت.
وأمر النمرود برجلين حكم عليهما بالموت فأطلق الأول وقتل الثاني ليثبت أنه يحيي ويميت.
قال إبراهيم : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر وأحس النمرود بالعجز.
فرده هذا النمرود عن الطعام ولم يعطه شيئا.
إقرأ أيضا: قصة عن الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم
فرجع إبراهيم عليه السلام ، ومر على كثيب من الرمال ، فقال : ألا آخذ من هذا الرمل فأتي به أهلي ،
فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم.
فأخذ منه وأتى أهله ووضع متاعه ثم نام.
فقامت زوجته لتجد في متاعه أطيب أنواع الطعام وأجوده وصنعت له منه ، وقدمته إليه.
فقال : من أين هذا؟ قالت : من الطعام الذي جئت به ! فعلم أن الله رزقه فحمد الله.
أما الملك الجبار النمرود فبعث الله له ملكاً ليؤمن بالله ويبقي على ملكه ، ولكنه قال : وهل رب غيري؟
فجاءه ملك ثان ، فرفض أن يؤمن ، ثم جاء ثالث ، فرفض أيضاً.
فقال له الملك : إجمع جموعك في ثلاثة أيام.
فجمع ذلك الجبار جيوشه وجموعه ، فأمر الله أن يفتح عليه باباً من البعوض ،
فمن كثرتها حجبت ضوء الشمس وأكلت من لحومهم وشربت من دمائهم ،
فلم يبق إلا العظام وكذلك لم يبق إلا الملك نمرود الجبار ، فلم يصبه شيء ، ولكن!
بعث الله عليه بعوضة دخلت في أنفه ، ودخلت إلى دماغه ،
فمكث هذا الملك الجبار 400 سنة يُضرب بالمطارق والنعال على رأسه حتى تهدأ البعوضة.
وللعلم أن النمرود كان قد ملك الأرض لـ 400 سنة قبل ذلك ،
فعاقبه الله بـ 400 سنة أخرى من العذاب والخزي والذل عن طريق بعوضة صغيرة.
وهذا جزاء من إدعى الألوهية ، فكانت نهايته أن عذبه الله بحشرة حتى هلك ومات من كثرة الضرب بالنعال ،
فمات ذليلا بعد أن كان عزيزا.