قصة بدوية رائعة
قصة بدوية رائعة
كان هناك رجل من البادية متزوج من إمرأة ليست من قبيلته ، بل كان من قبيلة أخرى مجاورة لقبيلته.
ومرت عليه فترة هو وزوجته يعيشان بأحسن حال ، وقد إختلفت القبيلتان وحصل بينهما نزاع وكان زوجها طرفا فيه ،
وكان إخوتها من الجهة المقابلة أطرافا بهذا النزاع واشتدت الأزمة بين طرفي النزاع ،
مما حدا بإخوان الزوجة أن يأخذوها ليلا من بيت زوجها نكالاً له.
وهي لم تكن راضية بفراقها لزوجها وكذلك زوجها الذي كان يحبها حباً كبيراً أيضا.
ومرت فترة طويلة بعض الشيء على فراق الزوجين والكل منهم كان يريد الآخر ولكن النزاع الحاصل حال بينهما.
ضاقت الأرض بالزوج ، فهو يريد زوجته ولا سبيل لوصوله إليها ،
ففكر بطريقة ، أن أرسل إليها إحدى عجائز القبيلة تبلغها برغبته بلقائها ، ورسم لها خطه للقاء ،
وبالفعل ذهبت العجوز للزوجة وأبلغتها بذلك فرحبت الزوجة بالفكرة.
ولما كانت الليلة الموعودة حيث كان الوعد بينهما بعد غياب القمر جاء الزوج للمكان المتفق عليه وكمن بحيث لا يراه أحد ،
ثم أخذ بالعواء كعواء الذيب ثلاث مرات متتابعة.
عرفته الزوجة حيث كانت تعلم بالخطة سلفاً وذهبت إليه وجلسا بعد طول الفراق يشكوا كل منهما حاله للآخر بعد الفراق.
حتى إذا ما جاء الفجر إفترقا وعاد كل منهما لقبيلته ، ومضى على هذا اللقاء فترة أشهر.
ويقسم الله سبحانه أن تحمل المرأة من زوجها كنتيجة لذلك اللقاء ، ويكبر بطنها فيراه أخوها ،
ويهددها بالقتل فمن أين لها بهذا الحمل وقد فارقت زوجها منذ فترة طويلة ولم تكن حاملا؟ عندما أخذوها من عند زوجها.
إقرأ أيضا: قصص غريبة عجيبة لكنها ذات مغزى!
فأخبرت شقيقها بحقيقة ما حصل بينهما وبين زوجها ووصفت له المكان وأعلمته بكل ما جرى.
فقال الأخ سأذهب أنا لزوجك وأتأكد من حقيقة ما حصل فإن لم يكن صحيحا فليس لك عندي غير السيف.
ولم تكن القبيلتان على وفاق فكيف يذهب ، فكر الأخ واهتدى إلى طريقة ،
فلما جن الليل تنكر وذهب إلى قبيلة زوج أخته ودخل مجلسه وجلس ولم يعرفه أحد ،
ولما سكت المجلس تناول الربابة وأخذ يغني عليها
يا ذيب يلي تالي الليل جريت
ثلاث عوياتن قويات وصلاب
سائلك بالله عقبها ويش سويت
يوم الثريا راوست والقمر غاب
وغنى هذه الأبيات على الربابة ثم توقف ووضع الربابة مكانها وعاد إلى مكانه.
فعرف الزوج أن هذا أخو زوجته وفهم أن زوجته حامل كعادة البدوي سرعة اللمح وشدة الذكاء.
فتقدم وتناول الربابة وأجاب :
أنا أشهد أني عقب جوعي تعشيت
وأخذت شاة الذيب من بين الأطناب
على النقا وإلا الردى ما تهقويت
ردوا حلالي يا عريبين الأنساب
فلما فرغ الزوج من أبياته فهم الأخ أن أخته كانت روايتها صحيحة وانسحب بدون كلام ، وفي الصباح أعادوا له زوجته.