قصة بريئة!
قصة بريئة!
ولو خطر ببالك أنها تنطبق على شيء من واقعنا فأنت مخطئ ،
فالقصة فنتازيا ولا علاقة لها بواقعنا لا من قريب ولا من بعيد.
كان المعلم يعلم تلاميذه في المعبد عندما لاحظ قطة تتجول بينهم وتمنعهم التركيز
حاولوا إبعادها ، وفشلوا ،
فأمرهم المعلم أن يربطوها برفق لحين إنتهاء الدرس.
ظل التلاميذ يفعلون هذا ، كل درس ، واستمروا حتى بعد موت المعلم ،
وتناقلوا كيف كان المعلم يعطف على تلك القطة ويحبها ويأنس لها ويرعاها.
بعد عدة سنوات ماتت القطة ، فأحضر تلاميذ التلاميذ قطة جديدة وراحوا يربطوها أثناء الدرس تأسّياً بفعل معلمهم ،
ومحبة بتفاصيل سلوكه وإيثارا لبقاء الحال كما كان زمن المعلم.
ومرت قرون عديدة ، وتناقل التلاميذ أقولا وأفعالا لمعلمهم حول حبه للقطط وضرورة وجودها في المعبد ،
وفضل ربط القطة على السارية أثناء تأدية الرياضات الروحية.
وجاء جيل من التلاميذ وبدؤوا يلقون مواعظ للناس عن (الحكمة الروحية) البالغة من ربط القطة.
وعن سبب إختيار هذا النوع من الحبال ، وعن الطريقة الصحيحة للربط ، وكذلك مواصفات القطة الصحيحة.
واختلفوا في هذه التفاصيل فظهرت مذاهب وفرق تحارب بعضها بعضا ،
وأفنى الأتباع حياتهم على مدار الأجيال في هذا الخصام ونحوه من المسائل التي لا علاقة لها بصلب تعاليم أستاذهم.
وفي يوم من الأيام جاءهم شخص متعمق بمذهبهم ، وقال : لا داعي لربط القطة أصلا.
فاتهموه بالكفر والزندقة. وواجهوه بالنصوص المحفوظة التي تأمر بربط القطة على لسان المعلم والأسلاف.
وقالوا: إنهم على حق وأنه على باطل ، وأن الإيمان الصحيح هو الإلتزام الحرفي بالنص.
وصرخوا في مخالفيهم ممن أيدوه : ماذا فعل لكم المعلم كي تكرهوا تعاليمه؟!