قصة جوري الجزء الثاني
قصة جوري الجزء الثاني
غادرت خطيبة أحمد وأخوها بعدما جلست فترة طويلة بينما هي خرجت تتذكر اليوم السيء الذي رأت وجهه فيه ،
هي لم تؤذيه بشيء ، بل بالعكس هو من جرحها بالكلام لأنه إنسان مغرور جدا.
كانت في محطة القطار عائدة من عند خالها ليصتدم بها وبدل من أن يعتذر لها صرخ عليها مشبهها بالعمياء التي لا ترى أمامها.
خرجت هي عن شعورها وردت عليه بأسلوب اعتبره البعض أنه سيء ، واعتبره البعض الآخر أنه أقل رد يرد عليه.
فأسلوبه كان مستفز في الحديث معها ليتشاجرو هما الاثنين وتتعالا أصواتهم ،
ويتجمع حولهم كثير من الناس محاولين تهدئة الوضع وحل هذا الإشكال ، لكنه هو كان يصرخ بصوت عالي في وجه الجميع.
عجزت هي عن أخذ حقها منه حتى بالكلام فهو انسان سيء جدا وقررت ،
أن تصمت وتغادر ، لكنها فوجئت به قد وقع من سلم محطة القطار ليصرخ عليها البعض متهمها بأنها هي الذى أوقعته.
تجمدت في مكانها ولم تستطيع أن تتحرك نافيه أنها جاءت ناحيته هو حقا كان قريب منها وهم يتشاجرون ،
ولكنها هي قررت أن تنهي هذا الشجار بسكوتها ، لكنه وقع ولا تعلم.
من أوقعه ربما شخص بالخطأ وربما شخص قصدا لأنه اختنق من طريقة كلامه ،
أو ربما أنه وقع وحده لأنه كان بجوار السلم مباشرة ، لا أحد يعرف سبب وقوعه بالضبط.
ولكن الكارثة لم تكن في وقوعه فقط بل كانت في الأسوء من ذلك ،
فبعدما وقع اصتدمت قدميه بمقعد رخامي كانوا يجلسون عليه منتظرين للقطار القادم لتسيل الدماء منه
فيحمله البعض ويأخدونه إلى المشفى ليخبرهم الطبيب بخبر قاسي على الجميع ،
بأنه لن يستطيع السير على قدميه مرة ثانية إلا بعد فترة طويلة من العلاج.
إقرأ أيضا: المنطق والحظ
ليتحطم هو بعدها ولا يجد أحد أمامه سوى هي ليحملها مسؤلية ما حصل ويهددها بأنه إذا لم تتزوجه وتخدمه ، حتى يسير على قدميه مرة ثانية ،
سوف يبلغ عنها ويتهمها بأنها هي من أوقعته عمدا وكانت تريد أن تقتله ، وسوف يجد كثيرا يشهدون معه ليكون مصيرها السجن.
بينما هو كان يتذكر ذلك اليوم السيء الذي علم فيه أنه لن يسير على قدميه إلا بعد فترة طويلة ،
ففي بداية الأمر صدم وشعر بأنه تحطم وكأن حياته قد انتهت.
لكنه في النهاية كم كان قوي فهو معروف عنه أنه شخص قوي لديه أمل في الحياة ،
يتعجب الجميع منه ليصبح هازم للإعاقة ويتقبل ما حدث بسهولة ، ولكنه كانت لديه عاقبة.
فهو يعمل معيد ويسكن في العاصمة لا يريد أن يضيع مستقبله وأن ينتهى حلمه الجميل بكابوس مزعج.
أبوه رجل كبير في السن ، أمه لا تستطيع أن تخدمه فهي تعول أخيه الصغير الذي هو من ذوي الإحتياجات الخاصة ،
ولا يمكنه أن يحمل عليها هو الآخر بخدمتها له وخطيبته لا يمكنها أن تتزوجه هكذا وتعول همه ،
لأنها لديها عملها في الجامعة ورسالة الماجستير الذي تحضرها.
فيصعب عليها أن تعول همه هي الأخرى ، فلم يجد أمامه سوى ما كانت السبب في كل ما حدث له ،
ليحملها نتيجة ما فعلته فهو لديه شك في أنها هي من ألقيت به من على السلم.
وإن كانت ليست هي فهو يريد أن ينتقم منها ، لأن لولا المشاجرة التي حدثت بينهم ووقوعه ،
لما وصل به الحال ويكون جليس على كرسي مثله مثل العاجزين.
كل منهم يتذكر ما حدث معه حتى يعيش مع الآخر أيام لا أحد يعرف ماذا تحمل لكل منهما.
حضرت جوري العشاء لزوجها أحمد وذهبت إليه به وجلست أمامه تأكله في فمه مثله مثل الأطفال ،
لأن يده اليمنى كان بها جزع ولا يستطيع تحريكها بسهولة.
ثم بدلت له ملابسه وأعطته دواءه وفعلت كل هذا معه وهي لم تتحدث معه كلمة واحدة.
إقرأ أيضا: زوجتي الثانية
بينمها هو كان قاسي عليها جدا بكلامه السيء الذي كان يردده على أذنيها ، ولكنها فضلت الصمت عن الرد عليه.
وقبل أن تذهب لكي تنام رن هاتفها إذا به خطيبها يريد أن يطمئن عليها ويفهمها أنه مازال متمسك بها ،
وسوف يتمم زواجه منها بعدما تطلق مباشرة.
لكنها هي رفضت الكلام معه لأنها أصبحت الآن متزوجة ولا يجوز لها أن تحدثه ،
حتى وإن كان زواجها حبر على ورق وراحت تحذره من الإتصال بها مرة ثانية.
فهي لم تعد تريد أن تتزوج منه أو من غيره ولا يحق لها التفكير في هذا الكلام ،
لأنها أصبحت بالفعل متزوجة في الشرع ومتزوجة وفي القانون ، ومتزوجة أمام الناس.
وأغلقت الهاتف في وجهه وهي تبكي على ما حدث لها وما يحدث معها ونامت تحت قدميه في الارض وقلبها كله حسرة وعذاب على نفسها.
في صباح اليوم التالي أيقظته وأدخلته الحمام وجعلته يتوضأ وبدلت له ملابسه وأجلسته على الكرسي ،
وتركته يصلي وذهبت وحضرت له الفطور ، وبعدما انتهت من إفطاره أخذته وذهبت به إلى الجامعة لكي يباشر عمله.
وكأنه انسان عادي جدا مابه شيء ، وبعد انتهاءه من إلقاء محاضرته فوجئت بخطيبته تطلب منه الخروج إلى مكان هادىء لأنها تشتاق أن تتحدث معه.
ذهبت هي معهم وكأنها خادمة له تمسك به بينما خطيبته تسير بجواره ،
تتحدث معه وكأنها ليست موجودة ، تتجاهلها تماما في التعامل ،
وكذلك أيضا عندما وصلوا إلى المكان المفضل الذي كانوا يلتقون فيه دائما ،
تركتهم بمفردهم وذهبت هي تتجول في المكان بمفردها حتى ينتهى من الحديث معها.
وبعدها تأتي إليه وتعود به إلى البيت مرة ثانية لتبدل له ملابس وتطعمه وتجعله ينام حتى المساء ،
ليستيقظ بعدها وتذهب به إلى المشفى يباشر علاجه ثم تعود به إلى البيت مرة ثانية لتباشر باقي عملها معه ،
بأنها تكتب له في رسالة الدكتوراة تبعه لأنه لا يستطيع الكتابة بسهولة.
إقرأ أيضا: قصة جوري الجزء الأخير
كل يوم تفعل معه هذا ولكنه هو يرد لها كل ما تفعله معها بنظرة احتقار وكراهية لها وكلام سيء.
كم عانت وتعبت معه كثيرا ولكنها لم تشتكي لأحد ، فكلما حدثها والدها تطمئنه عليها بأن الحياة معها عاديه جدا وتسير.
مر أكثر من عام وهي على هذا الحال كم فيهم تعبت حتى تجعله هو يرتاح ،
كم سهرت بجواره وهو مريض لا تعرف لنوم طعم من أجل شفاءه هو.
وكم سمعت بأذنيها كلامه مع خطيبته أمامه وكأنها خيال ليست موجودة لتشعر بالإهانة كثيرا ،
لأنه يعرضها أن تسمع هذه المكالمات بينهم.
وبدأ يتماثل للشفاء خطوة بخطوة وبدأت هي في تحضير حالها للعودة إلى بلدها وإلى أهلها مرة ثانية ،
بعدما قضت العقوبة القاسية الذي حكم هو عليها أن تقضيها معه.
وذات يوم فوجئت بأن الباب يطرق عليها فذهبت كي ترى من جاء لزيارتها إذ به أخو خطيبته ،
علم بخروجه مع أخته حتى جاء إليها الشقة.
وقفت هي أمامه تمنعه من الدخول لأنها وحدها بالبيت ، فزوجها خرج مع أخته يحتفل بشفاءه.
بينما هي تجمع ملابسها لكي ترحل ولكنه صمم على الدخول لكنها صرخت عليه تهدده بأنه إذا لم يرحل سوف تطلب له الشرطة.
ضحك هو بسخرية منها مذكرها بأن زوجها خطيب أخته وهذه الشقة ستكون لها ،
وهي من ستخرج منها تهجم عليها فضربته على وجهه وأوقعته وأغلقت الباب في وجهه.
فتوعد هو لها أن ينتقم منها وأن يعرف الناس أنها قامت بإغرائه لكي يكون معها في البيت عندما يكون زوجها غائب.
يتبع ..