قصة راعي الغنم وصاحبة الشهادة
قال لها أريد أن أخطبك ، فقالت : ما مستواك الدراسي ، قال : أنا أرعى الغنم.
قالت : هل ترضى لأختك أن تتزوج راعي غنم ؟ قال : بلى
فقالت : إذن إبحث لها عن أحدهم.
قال : ما مستواك الدراسي؟ قالت : أنا الأن بصدد إكمال الدراسة وألتحق بالعمل ، ذهب وذهبت معه كل آماله.
ذات يوم أرادت العمل ، جلست تنتظر دورها ، عندما دخلت ، وجدت أمامها إسم مكتوب بمداد من ذهب.
السيد : فلان رئيس الشركة ، لم تعرفه لوهلة. لكنه تعرف عليها عند دخوله للمكتب.
نهضت من الكرسي احتراما له ، فابتسم ، كان على هيئة تكاد أن تكون عقيدا في الجيش ،
صرامة بادية على وجهه ، لكنه محى لها تلك النظرة بابتسامة جميلة.
مرحبا بك. وبك سيدي.
ما الذي أتى بك إلى هنا؟ لقمة العيش سيدي. قال : أعطني ملفك.
قلب الأوراق ، ولكنه كان ينظر إليها بشغف ، وضع الملف على الطاولة ، حسنا : أصدقيني القول : هل تعرفينني.
فقالت له : لا لم أتعرف عليك! فقال : لم أقل تعرفتي ، بل هل تعرفينني؟
قالت : عذرا لم أنتبه لكنني لم أتعرف ، عفوا أعرفك ، خوف بادٍ عليها.
فقال : لقد قبلتك أن تعملي معي ، بشرط أن تكوني أمينة مكتبي؟ السكريتيرة العامة.
فأجابت : نعم نعم ، شكرا لك سيدي.
قام بمصافحتها وهمت بالخروج ، وعندما وصلت الباب ، قال لها : شكرا جزيلا لك يا فلانة.
فنظرت إليه وقالت : من أين لك أن تعرف إسمي ، فرفع الملف من على الطاولة وقال : من هذا!
فضحكت خجلا من غبائها ، ويحي لما أنا غبية لهاته الدرجة ، فقال لها : غدا في تمام الثامنة تكونين هنا ، فقالت له : نعم نعم.
إقرأ أيضا: تعرفت عليها لأول مرة في الرؤية الشرعية
ذهبت والحيرة تتمكنها ، تعطلت كل أحاسيسها ليس لما وجدته من ترحاب لصاحب الشركة ،
بل لأنها وجدت قبولا لطلبها ، كيف لا وهي أرقى المؤسسات ، ومن ظفر بمنصب فيها فقد تمكن من تحقيق احدى أجمل أهدافه وهو الإستقرار المادي.
وضعت خدها على وسادتها وبدأت تحلم ، وإذا بها تغط في نوم عميق ، كيف لا وشغلها
الشاغل الوظيفة.
إستيقظت في الصباح ، وكانت أشعة الشمس تتخلل زجاج غرفتها ، نظرت إلى جمال المنظر ، ولكنها تذكرت شيء ، ما هو؟
تبا إنه العمل ، إنها التاسعة.
هرعت تجري وسط زحمة السير ، وهي تردد سيطردني ، سيطردتي.
وصلت متأخرة ، وهي مطأطأة الرأس مخافة خسارة ما حلمت به سابقا.
عند دخولها مكتب الأمانة التقتها إحدى الموظفات ، إذهبي إنه ينتظرك ، تبا سيفصلني.
دقت الباب ، تفضلي اجلسي.
جلست ، فقال : ما بك لم تصلي في الموعد المحدد ، فقالت : عذرا سيدي لقد نمت ولم أفق إلا وهي الساعة التاسعة!
أعذرني أرجوك لن تتكرر معي مرة ثانية.
فابتسم وقال : هل أعطيك سرا يبقى بيننا ، فسكتت.
قال : عندما كنت أعمل كان أبي دوما يناديني بالكسول ، ولكن هناك من أعطاني دفعة لكي أستفيق من غيبوبتي ،
هي إنسانة حمقاء ، لكنني أحببت حمقها لأنه جعلني ها هنا ، سأعذرك هذه المرة ،
لكن احسبيها مرة أخرى لأنني لست من النوع الذي يترك الأخطاء تتكرر ، أهذا مفهوم ؟
أجل أجل سيدي ، أعدك بذلك ، لن يتكرر مرة أخرى.
وعند وصولها إلى الباب ، نادى باسمها ، استدارت ، فقال : شكرا لك؟ على ماذا سيدي؟ لا شيء.
إقرأ أيضا: ترك لي زوجي إرثا غريبا
أغلقت الباب وراءها وهي تستغرب من شكره لها ، وعندما رفعت رأسها وجدت كل الموظفين ينظرون إليها وكلهم حيرة ،
لأنهم لم يسمعوا صيحاته المألوفة.
ذهبت وجلست على كرسيها وبدأت العمل ، كأول يوم لها لتغيير حياتها.
بدأت العمل وكلها عزم وتفاؤل لتغيير حياتها ، كيانها وحتى طبعها ، قتل للكبر والتكبر الغرور ، هي صفاتها.
أصبحت كلها ابتسامة جمال وتعاون ، كانت تحت مجهر الرئيس ، يناديها يستشيرها في كل صغيرة وكبيرة.
لاحت غيرة الموظفين ظلالها على مكانتها ، أصبح القيل والقال ، ولكنها لا تعلم ما يحاك ضدها.
وكلما زادت مظالم من حولها ، زاد تعلق الرئيس بها ، وكان كل مرة يقوم بتقويمها لا تقيمها.
وفي يوم من الأيامجاءت إلى العمل كعادتها ، كان الحزن يعتريها ويقتل فيها الجمال الرباني ،
عندما نادى عليها ودخلت ، كانت عيناها محمرتان من شدة البكاء.
صباح الخير سيدي ، صباح الأنوار.
نظر إليها ولم تنظر له كعادتها ، كأنها رمته بسهام الموت ، قال : ما بك؟ لا شيء سيدي ، أحس بتعب فقط.
قال : هل تريدين راحة من العمل؟ لا سيدي ، لا أستطيع أن تخصم مني أيام راحتي ، فأنا أحتاج كل فلس أجنيه ، كي أعيل به عائلتي.
قال : هل تريدين سلفة من المؤسسة؟ نعم سيدي ، فقد ترددت في سؤالك قبلا لأنني أحتاجها لعملية أمي ، فهي طريحة الفراش.
قال : كم المبلغ؟ قالت : كذا! قال إذهبي إلى مدير الحسابات ، وأعطيه هذا المغلف ، وهو سيعطيك ما اردتيه وتحتاجينه.
شكرا لك سيدي ، لا تشكريني ، فأنا من أريد شكرك.
نظرت إليه باستغراب تام وقالت : لماذا تشكرني كلما هممت بالخروج من عندك؟
إقرأ أيضا: حكاية الفقير والدجاجة المشوية
فابتسم وقال : لأنني أرى فيك نجاحي وبسالة أهدافي. حسنا سيدي ومع ذلك فأنا أشكرك.
وعندما خرجت تبعها لكنه توقف عند الباب ، ونادى كل موظفي المؤسسة للإجتماع.
تجمعوا أمامه وقال : حسنا كالعادة ، هناك من يحتاجنا وككل مرة نساعد أحدنا ،
سنساعد فلانة لأن أمها تعاني المرض ، وهي تحتاج المال من أجل العملية ، لذا سنبدأ الأن بجمع المال.
كل واحد فينا يخرج من جيبه مقدارا من المال من أجل ذلك.
كانت مبادرته كأي مرة يقوم بها ، من أجل جعل كل من في المؤسسة أخوة وقوة ، جمع مبلغا معتبرا من المال ، ودخل إلى مكتبه ،
وعندما رجعت طلبها للدخول ، نعم سيدي لقد قمت بإستدعائي ، اجلسي.
وأخرج ظرفا من الدرج ووضعه أمامها ، ما هذا سيدي ، هو مقدار من المال سيعينك على العملية.
لا سيدي فما أخذته من المؤسسة يكفيني ذلك ، خذيه لأنه من الموظفين.
فهنا نقوم بإعانة بعضنا البعض كي نبق لبعضنا البعض ، لا ترفضي هديتهم ، شكرا لهم ولك سيدي.
أعتذر لهم جميعا لأنني شغلتهم بهمي ، إبتسم وقال لها ، حقا أنك تغيرتي ، حقا إنك أصبحت أجمل مما كنتي فيه قبلا.
فقالت هل تعرفني سيدي ، فقال : لم أنساك يوما ، فقالت : كيف لك أن تقول ذلك؟
لا تأبهي لكلامي لأنني حقا لا أريد أن أجعلك في تفكير غير فكرك بما أنت عليه.
تستطيعين أخذ إجازة مدفوعة الأجر إلى غاية إجراء العملية ، وعندما تتحسن أمك ، ارجعي إلى عملك ، سأشتاق لك ، عفوا سنشتاق لك.
خرجت وهي في حيرة من أمر هذا الإنسان ، لماذا يتعلثم كلما وقفت أمامه؟ لماذا لا يقوم بتأنيبي كلما أخطأت ،
والآخرين يقيم الدنيا ويقعدها عليهم؟
ذهبت إلى البيت ، وهي في تفكيرها الذي شغل بالها ، لما لا وهو الرئيس! هل يحبني؟ لا أظن.
إقرأ أيضا: فتاة عزباء تنام في بيت شاب يبلغ من العمر 20 عاما
كم أنا غبية بتفكيري هذا؟ هناك من هي أجمل وأرقى مني ، دعك من التفكير الذي لا فائدة منه.
غدا العملية ، سأجهز لك لباسك أمي للغد ، من أين لك هذه النقود يا ابنتي؟ لقد قام الرئيس باعطائي سلفة لذلك بعد مدة جاوزت الأسبوع.
رجعت إلى عملها وكلها أمل وسعادة ، عادت وعادت معها فرحة وفرحة الرئيس ، عادت وكلها تساؤلات ليست لها إجابات.
هي تخمينات فقط ، لكن مهما كانت أو تكون فلا يهمها من الأمر شيء ، لأن همها هو إرجاع أو تسديد دينها.
كما أنه تيسر حالها وحال عائلتها بتلك الإعانة من موظفي الشركة ، جعلتها تنسى القليل من همها.
جلست على الكرسي الأحمر احمرار وجنتيها ، عندئذ وصل الرئيس وبإبتسامة قابلها ، حمدا على سلامتك ، شكرا سيدي.
لا عليك المهم أن أحوال الأم بخير ، نعم هي في أحسن حال الأن وتدعو لك بالتوفيق.
أبلغيها سلامي ، سأفعل سيدي ، وهم بالدخول.
فنادته ، سيدي تفضل قالبك من الحلوى ، شكرا لك ، إنه عرفان لمجهوداتك.
لم أفعل شيئا ، إنما هو واجب علينا كلنا ، لو كنت مكانك كنت لتفعلي أكثر مما فعلته أنا ، إبتسمت وقالت وربما لا.
وتنهدت ، أحس بتنهيداتها وقال : ما بك؟ ا
أهناك أمر لم أعلمه قد أقلقك؟ لا سيدي.
وإنما هي ذكريات فقط مرت لا أريد تذكرها ، فطلب منها الدخول ، فدخلت ، نزع معطفه وأمرها بالجلوس فجلست وجلس.
فقال: هاه ، كلي آذان صاغية ، أرجوك سيدي لا أريد أن أقلقك بهمومي فما فعلته لي لم ولن يفعله أحدا قبلك ولا بعدك.
قلت لك لم أقم إلا بالواجب لذا لا تجرحيني وتجعلي الأمر وكأنه شفقة.
حسنا أنت أصريت فلا تلومن إلا نفسك ، قال : إنتظري لحظة فقط ، ألو ، لا أريد أي اتصال أو مقابلة.
إقرأ أيضا: تزوجت في سن الخامسة عشر رجلا يكبرني بنحو 20 عاما
قل لهم أنني لست موجود ، فتعجبت لأمره ، كيف له أن يترك زمام الأمور من أجل السماع والإستماع لقصتي.
فقاطع تفكيرها ، بقوله : أنت أهم من أعمال يستطيع أي أحد أن يعملها في الشركة ، فخسارة المال تسترجع ،
أما خسارتك ، فلا أطيقها مرة ثانية ، مرة ثانية؟
كيف له أن يقول هذا الكلام وهو لا يعرفني؟ لماذا كل هذا الإهتمام لي من إنسان في مكانته؟
هو لغز محير ، فقاطعها مرة أخرى ، لا تسرحي بتفكيرك ، لكل مقام مقال.
أكملي قصتك التي لم تبدئيها بعد ، فقالت : سيدي ، كنت انسانة مدللة في طبعي فتغير ،
ومتكبرة على غيري فأصبحت أنقصهم ، ولم أعن أحد ،
فلما وقعنا في مشكلة لم أجد أو بالأحرى نجد أحدا، لأن هذا الطبع هو إكتساب لما كنا فيه.
قال : ماذا حصل لكم حتى أصبحتم في هذه الحالة؟
لا أعلم حقا ، ولكن أبي مقامر أتى على كل ما نملك ، وأصبحنا نتسول من أجل قطعة رغيف نأكلها لسد جوعنا.
حسنا لماذا لم تبحثي عن عمل من قبل ؟
لأنني لم أستطع أن أتقبل فكرة العمل عند أناس كانوا يعملون لدينا ، كما قلت لك ، كبرياء وتكبر.
فأنا متخرجة منذ أكثر من خمس سنوات ، ولم أفكر في العمل لأن كل شيء متوفر انذاك.
حسنا هو حقا ماض تعيس ، يجعلنا نقبع ونتخبط فيما نحن فيه ، لأجل التحفظ على كرامة مسلوبة ، أو طبع فيه خبث.
على كل حال ، يمكنك الإنصراف ، لا تيأسي من أمور لأنك ربما كنت سهما قاتلا لأحدهم اعدت له به الحياة.
ذهبت مذهولة من كلام رئيسها ، لأنه قال كلام لا يقوله إلا إنسان جعلت منه الهموم يتعلم ويفهم معنى الحياة.
كيف لا وهو قدوة كل من في المؤسسة ، وبعد الظهيرة ناداها ، دخلت عنده.
أجل سيدي ، إجلسي ، سأعطيك حوصلة لحياتي كي أقطع كل تساؤلاتك.
تربيت في عائلة ميسورة الحال ، نملك مزرعة كبيرة ، كنا ثلاثة إخوة.
إقرأ أيضا: من قبل أن أعرف من سيكون زوجي كرهته
كان أبي حريص على العفة والأخذ بيد الآخرين ، وذات مرة قمت بعمل شنيع وهو أنني قمت بضرب أحد الرعاة ،
فما كان من أبي إلا أن يضعني في مكانه وأصبح الراعي وهو السيد ، هذا لأنني كنت أتبجج بما يملكه أبي.
وقد أعجبتني احداهن ، وهي من جعلتني أفيق مما كنت فيه بكلمات منها ، فما كان مني إلا أن أقوم بطلب السماح والتواضع.
وتطلب مني الأمر المثابرة إلى أن رضي عني والدي ، قاطعته بسؤال فضولي ، من هي تلك الفتاة سيدي؟ وماذا قالت لك؟
فقال لها هي كلمات وإن كانت قاصية لكنها جعلتني أتفطن لما أنا فيه ، ربما هي الصدفة ،
أو أمر لكي أضع من نفسي ، وها أنا الأن ، أصبحت أمقت نفسي السابقة ،
وبقيت أبحث عن تلك الفتاة لأنها رحلت هي وعائلتها إلى مكان مجهول لم أعلمه.
أنت الأن عرفتي ما كنت فيه وما أنا عليه الأن ، هذا ما تعلمته من الحياة.
ذهبت إلى البيت وهي في غاية الإستغراب والفضول ، لماذا أرادني أن أسمع قصته ، ومن تلك الفتاة يا ترى.
عندها رن هاتفها ، ألو ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻣﺎﺫﺍ ، ﻣﺘﻰ ،
ﺣﺴﻨﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ.
ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﻬﺎ ، أمي أمي ، ﺍﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻗﺎﺩﻡ ﻏﺪﺍ إلى ﺍﻟﺒﻴﺖ للإﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ .
ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺄﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ، ﻣﺎﺫﺍ أفعل؟
ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺮﺗﻴﺐ ، ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺮﺓ أﺧﺮﻯ ، ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ.
ﻻ ﻻ ، أهلا ﺑﻚ ﻭﺳﻬﻼ ﺍﻧﺖ ﺗﺸﺮﻓﻨﺎ ﻓﻲ أﻱ ﻭﻗﺖ ﻻ إﺣﺮﺍﺝ ، ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻻﻻ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻫﻼ ﺑﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ.
ﺍﻧﻬﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺳﻴﺪﻱ ، أﻣﻲ ، إﻧﻪ ﺁﺕ ﻣﻊ أﻣﻪ ﻭأﺑﻴﻪ وأفراد ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ، ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻲ ﻓﻌﻠﻪ؟
ﺑﻨﻴﺘﻲ ، إﻋﻠﻤﻲ أﻧﻬﻢ أﻧﺎﺱ ﻻ ﺗﺨﺪﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ، ﺍﺟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﻓﺎﻋﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ أﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻈﻨﻴﻨﻪ.
إقرأ أيضا: من يصلح الملح إذا الملح فسد!
ﺣﺴﻨﺎ أﻣﻲ ، ﻭﺫﻫﺒﺖ إلى ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻬﺘﺮﺉ ، ﻭﻫﻲ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ.
ﺣﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻣﻊ ﺑﺰﻭﻍ أﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻬﻀﺖ ﻭﺭﺗﺒﺖ ﻭﻣﺴﺤﺖ ، ﻃﺒﺨﺖ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ شيء ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻭﺑﺴﺎﻃﺔ ﻟﻤﺴﺘﻬﺎ ،
ﻛﺄﻧﻪ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺯﻫﻮﺭ ﺑﺮﻳﺔ ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻫﺮﻭﻟﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ.
أهلا ﺑﻚ أبي وأمي ، أخي وأختي ، أهلا ﺳﻴﺪﻱ ، ﻭﺑﻚ أﻳﻀﺎ.
ﺍﺟﻠﺴﻮﺍ ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ، ﺍﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﺍﻧﻪ ﻟﺸﺮﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻥ أﻟﺘﻘﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ.
ﺍﻻﺧﺖ ، ما شاء ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺎ أمي ، الأم ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻚ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻱ ، ﻧﻌﻢ أﻣﻲ.
ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﺼﻨﻢ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ ،
ﺟﺎﺀ أﺑﻮﻫﺎ ﺟﻠﺲ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻗﺎﻟﺖ الأم ﻟﻠﺒﻨﺖ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ، أﺣﻘﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺍﺑﻨﻲ؟
ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻻ ﻟﻢ أﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻔﻮﺍ ﻟﻢ أعرفه.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺍﻭﺍ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﻥ ﺟﺎﺀﻙ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﻟﻴﺨﻄﺒﻚ؟
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؟ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺑﻠﻰ أﺟﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻛﻼﻡ ، ﻧﺪﻣﺖ ﺍﻧﻨﻲ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻪ.
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﻟﺖ ، ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ هذا ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻻﻡ : إﻧﻪ ﺭﺋﻴﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮﺕ إليه ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﻋﻔﻮﻳﺔ ، أﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ أﻣﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﻰ إنها ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.
ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﺮ ،
لأنه ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺭﺳﺎ ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺪﻭﺓ ، وطلب أن يخطبها وقالت كيف وانا قلت لك كلام يكسر أي أحد ،
وانهارت من البكاء والدموع ومن الفرحة وتزوجها.