قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الغراب
قصة من قصص سيدنا سليمان مع الحيوانات ، حيث رزق الله سبحانه وتعالى سيدنا سليمان عليه السلام القدرة على فهم جميع خلق الله دون استثناء ،
وسخر له الجن ، فكان سيدنا سليمان عليه السلام يفهم لغة الحيوانات ،
ولذلك هناك العديد من قصص سيدنا سليمان مع الحيوانات المليئة بالعبر والمواعظ وردت في القرآن الكريم.
قصة سيدنا سليمان مع الغراب
ذات يوم رأى سيدنا سليمان عليه السلام غراباً عجوزاً انهكته السنين ، ولاحظ أن إحدى عينيه مفقودة ، فسأله عن السبب ،
فأجابه الغراب : إنها قصة طويلة مليئة بالغرابة.
فطلب سيدنا سليمان عليه السلام من الغراب أن يقص عليه قصته ،
فقال الغراب : عندما كنت في ريعان شبابي ، كنت لا أترك ركناً من الجو الفسيح إلا جلته ،
كنت أحلق بين السماء والأرض وأسبح لله عز وجل إلى خلق الكون.
وفي يوم من الأيام بينما أنا محلق في الهواء ، رأيت ضوءاً ينبعث من الأرض ، كأنها أشعة الشمس ،
فدنوت شيئا فشيئاً من الضوء لأرى ما مصدره ، ورأيت أمرا عجيبا حقا.
قال سيدنا سليمان : ماذا رأيت؟
فأجاب الغراب : كانت بلدة مبنية أسوارها من الذهب ، وجدرانها كلها من الذهب ، وفيها من الأنعام والخيرات كل شيء ،
وكل ما يمكن أن يذكره الإنسان تجده هناك.
فسأل سيدنا سليمان عليه السلام : ماذا عن أهلها؟
فقال الغراب : كرمهم فاق كل كرم ، فما عهد الغراب أن يكرمه الإنسان ، نعم قد أكرمني أهلها بعيرا نحر لأجلي ،
ومكثت هناك شهورا ثم غادرتهم لأجول من جديد في باقي بقاع الأرض والسماء.
وبعد عدة سنوات عدت إلى هذه البلدة ، فوجدتها قد أصبحت كلها فضة ولم يعد هناك سور ذهبي ،
والأهالي أيضاً أكرموني هذه المرة ولكن بشاة.
إقرأ أيضا: صاحب العصا
بقيت عندهم شهورا قليلة ثم ذهبت وأنا لا أعرف سبب هذا التغير.
فسأل سيدنا سليمان عليه السلام : هل عدت إليهم من جديد؟
فقال الغراب : أجل عدت بعد عام ، ولكن حال البلد ساء أكثر ؛ لقد بني هذه المرة من نحاس ، ولم أحض إلا بدجاجة ،
فقد قلت خيراتهم وأنعامهم ، أكلت الدجاجة وعدت أدراجي أكمل رحلاتي.
مرت سنة أخرى ثم عدت لأتفقد أحوال هذه البلدة ، لعل حالها قد عاد لما كان عليه ، ولكن هيهات ،
فقد وجدت مدينة طينية أهلها لا يجدون ما يأكلون ، ضاعت منهم كل أرزاقهم ،
دنوت من أهلها لأعرف سبب هذا ولم أتمكن إلا من سماع أن هذا الفقر سببه الحية اللعينة ،
وإذا بي أصاب بحجر فقعت عيني لقد كانت من صبي أراد اصطيادي ليأكلني من شدة الجوع.
فهربت مسرعا ولم أعرف شيئا عن هذه الحية ، وما ذنبها في فقرهم ،
وهذه هي قصة فقداني لعيني في هذه المدينة العجيبة.
بعد سماع قصة الغراب قرر سيدنا سليمان عليه السلام زيارة هذه المدينة ليعرف تفاصيل أحوالها الغريبة ،
وطلب من الغراب أن يدله عليها.
وعندما وصل إليها سيدنا سليمان سأل أهلها عن سبب فقرهم ، فأخبروه أن منع خيراتهم كانت بئر كبيرة بالمدينة ،
وكانت المدينة مبنية من الذهب ، وذات يوم أتت حية عظيمة سكنت البئر ،
وبدأت تقل موارد البلدة شيئا فشيئاً حتى أصبح من المستحيل إخراج الحية من البئر ، لأن الرمال قد غطتها بالكامل ،
وبالتالي ساء حال أهل البلدة حتى أصبحوا لا يجدون ما يأكلوه.
أمر سيدنا سليمان عليه السلام الريح أن تهب على البئر لتخرج منها الرمال ،
وبعدها خرجت الحية من البئر بعد أن حبستها الرمال هناك لسنوات ،
فضربها سيدنا سليمان عليه السلام وجنوده على رأسها حتى ماتت ، كان إسم الحية هو “لس”.
اقتلع سيدنا سليمان نابيها (كانا كبيرين نظرا لعظمة الأفعى التي ملأت بئرا) ،
وجعلهما بابا كبيرا للمدينة ، وسميت بذلك المدينة “نابُ لِس” و مع مرور السنين أصبح ينطق اسمها “نابلس”.