نحو حياة أفضل

قصة صلاة الفجر

قصة صلاة الفجر

عند خروجهما من المسجد في صلاة الفجر ، ألقى على جاره السلام ، فلم يرد عليه.

فاستغرب رغم قوة العلاقة بينهما ، لكنه إستدرك أن جاره مهموم ومشغول البال ، يهيم على وجهه ،

وسرحان لا يحادث أحدا ، فاقترب منه وسأله : ما الأمر ؟!

فقال : إن صاحب العمارة طلب مني أن أغادر الشقة ، لعدم دفعي للإيجار ، وأنا والله لا أملك المال.

فقال له جاره : سأسعى لتدبر الأمر ، إن شاء الله.

يقول هذا الجار : قبل صلاة العصر بخمس دقائق ، جاءني هاجس بأن أذهب للصلاة في مسجد (عكاشة بن محصن ) ،

وهو يقع في حارة ليست ببعيدة عنا ، (ولا أدري لماذا جاءني هذا الهاجس).

وبعد أن إنتهينا من صلاتنا ، وهممنا بالخروج وإذا بصديق لي لم أره منذ مدة طويلة ، فسلمت عليه.

فأخبرني بأنه يسكن في مكان بعيد ، ولكنه كان مدعوا على طعام الغداء عند قريب له يسكن في المنطقة ،

فقرر أن يصلي في هذا المسجد.

وخلال الحوار بينهما ، وإذا بذاك الصديق العابر يسأل صاحبنا (ودون أي مناسبة) :

هل تعرف أسرة فقيرة لا تجد مأوى لها ؟!

فقال صاحبنا : ولماذا تسأل ؟!

فقال : أنا مسؤول عن وقف صغير ، نذره صاحبه لله تعالى ، و فيه 20 شقة.

وبالأمس خرج أحد الساكنين بسبب تحسن ظروفه المادية ، فقرر أن يتيح المكان لمن هو أحوج منه.

فصرخ صديقنا : عندي عندي.

أعطني رقم هاتفك وإياك ثم إياك أن تتصرف به.

فقال الصديق : لا عليك ، إعتبره تحت تصرفك ، وعموما من ستأتي به لن يدفع مليما واحدا ،

لأنه وقف لله ، وإلى الأبد.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: حين تناديك أمك وتختارك من بين إخوتك لتقضي لها حاجة

يقول صديقنا : خلال عودتي لحارتنا متجها لأبشر جاري ، بدأت أفكر في سير الأحداث العجيبة ،

بداية من لقائي معه صلاة الفجر ، ثم إكتشافي لحالته صدفة.

وكيف أنني توجهت لأداء صلاة العصر في مسجد لم أصل فيه في حياتي ، وفي حارة لم أزرها منذ سنين ،

لألتقي وبالصدفة بصديق لم أره منذ 10 سنوات ، بل حتى لا أملك رقم هاتفه ،

ليخبرني أن لديه شقة متاحة لأسرة فقيرة.

إذا لابد وأن صاحبنا له كرامة عند ربه أو خبيئة كبيرة ، أو أنه عمل عملا عظيما فرج الله به كربته.

وعندما وصل صاحبنا لحارته ، إنطلق نحو بيت جاره الفقير فبشره ، وإذا به يبكي من شدة الفرح.

بل جلس على الأرض ولم يقدر على الوقوف.

فقال صاحبنا : ما الذي فعلته منذ أن إنتهيت من صلاة الفجر حتى الآن ؟!

فقال الجار الفقير : والله لم أفعل شيئا ، ولكن عند عودتي من صلاة الفجر ، رأتني زوجتي مهموما ،

فاقترحت علي أن نعكف سوية على الصلاة على النبي الكريم ، ودون توقف حتى غياب الشمس ،

على نية التفريج علينا.

وها أنت الآن تأتيني بالخبر السعيد ، وصدقني لم نفغل شيئا غير الصلاة على محمد صل الله عليه وسلم.

القصة حقيقية.

والله يا قوم ، ما ذل ، ولا زل ، ولا قل من صل على محمد صل الله عليه وسلّم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?