قصص منوعة

قصة لغز حلم السيد سامسون العجيب

قصة لغز حلم السيد سامسون العجيب

في 1883 كان يعمل إدوارد سامسون صحفيا ، بمجلة البوسطن جلوب في أمريكا.

وكان إدوارد من أشهر الأقلام في تلك الصحيفة ، وعدد قرائه كان يتجاوز الآلاف بفضل كتاباته.

وفي أحد الأيام جلس إدوارد يفكر كثيرا في فكرة متميزة لإحدى مقالاته بالصحيفة ، وأثناء تفكيره وقع إدوارد في نوم عميق.

الحلم :

فقد شعر سامسون وكأنه يطير بجسده في الهواء ، ويرى أشياء كثيرة تحدث أسفل منه ،

وكأن إحدى الكاميرات التي تنقل لنا وقائع حدث ما.

فقد رأى نفسه أعلى جزيرة في المحيط الهندي ، وهذه الجزيرة فيها الكثير من السكان.

وفجأة لمح سامسون بركانا ضخمًا ، ينفث حممه ولهيبه بشكل غير مستقر ،

وفجأة إنقلب الحال رأسًا على عقب وشاهد سامسون السكان ، ينظرون إلى الحمم الملتهبة التي تتساقط من فوهة البركان ،

وتتجه بقسوة وسرعة نحوهم ، لتحيل الحياة على سطح الجزيرة تلك إلى جحيم ،

وبالطبع إمتدت آثار الإنفجار إلى المرفأ لتشتعل السفن الراسية على شاطئ الجزيرة ،

ومن استطاعت منها الهرب لحقت بها الأمواج المتلاطمة بشدة والنيران المشتعلة ، جراء الإنفجار البركاني الذي حدث.

إقرأ أيضا: إثنان من اللصوص يدخلون قصرا بغية سرقته

نهض سامسون من سباته العميق هذا ، متعرق بشدة ويلهث وكأنه كان يخوض أحد سباقات المارثون ،

وهو يتذكر كل ما حدث تفصيلا ومازال يسمع بأذنيه ،

أصوات السكان وهم يركضون خوفا وذعرا ، ويشعر بلهيب الحمم البركانية تلفح وجهه.

قام سامسون بكتابة تفاصيل حلمه على ورقة لديه بالمكتب ، وعلقها بعنوان هام جدًا عله يعود إليها في أحد الأيام ،

ويكتب من خلالها قصة خيالية ما ، وأطلق على الجزيرة إسم برالاب ، وعلق الورقة فوق مكتبه وانصرف مسرعا.

حضر مدير التحرير إلى الصحيفة ، عقب إنصراف سامسون ووجد الورقة معلقة ، فقرأ ما فيها من أحداث ،

وظن أنه سبق صحفي للجريدة ، جاء به سامسون فقام على الفور بالذهاب إلى المطبعة ، لينال السبق الصحفي ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وسرعان ما إنتشر الخبر وتداوله الجميع ، في حين بدأت الصحف المنافسة لهم ، بالتساؤل عن تلك الجزيرة غريبة الإسم ،

وكيف علم الصحفي الذي كتب الخبر بما حدث ، وغيرها من التساؤلات.

عاد سامسون عقب عدة أيام إنشغل فيها بأمور حياته ، ليجد ما حدث فذهب إلى رئيس التحرير وأوضح الأمر برفقة مدير التحرير ،

وتم فصله من العمل وعقد مؤتمرا للصحيفة ، إعتذر فيه مدير التحرير للقراء والصحف المنافسة ،

وأوضح ما حدث من لبس في الأمر ، وانتهى الموضوع.

الحقيقة :

لم يمر أسبوعان على ما حدث ، حتى وصلت إلى الشواطئ سفينة شبه مدمرة ، وطاقمها في حالة من الرعب ،

وبدؤا يروون قصة جزيرتهم التي إشتعلت فيها النيران ، إثر إنفجار بركان ، ألقى بحممه الملتهبة على الجزيرة ،

لتشتعل فيها النيران وتختفي تماما!

إقرأ أيضا: قصة القاضي ابن هبيرة من أعظم قصص تاريخنا الإسلامي

نعم الحلم تحول إلى حقيقة ، واختفى جزء كبير من جزيرة كراكاتوا التي تقع بإندونيسيا ،
وهي جزيرة بركانية ،

تدمرت فجأة إثر إنفجار بركاني حدث عام 1883م ، وتسبب عقب الإنفجار حدوث موجات متصاعدة من التسونامي بعد ذلك.

وتسبب هذا الإنفجار في وفاة أكثر من 35 ألف شخص ،

وجرح عشرات الآلاف من سكان الجزيرة ، حيث إختفى أكثر من ثلثي الجزيرة جراء هذا الإنفجار.

بمجرد أن علمت الصحف بأمر الجزيرة ، حتى بادر مدير تحرير صحيفة البوسطن جلوب ،

بالتبجح وذكر أنهم كانوا أول من تنبأ بحدوث تلك الكارثة ، وتم إعادة سامسون إلى عمله ، وترقيته في الوظيفة!

وبالبحث عن إسم الجزيرة الذي ذكره سامسون في مقالته ، عثر البعض على خرائط قديمة للغاية ،

كانت تظهر فيها جزيرة كراكاتوا باسم برالاب ، الذي ذكره سامسون وكان هذا هو الإسم الذي أطلقه عليها السكان الأصليون للجزيرة ، لذلك لم يعرفه أحد في العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?