قصة وقصيدة
قصة وقصيدة
هذه قصيدة قالها رجل من البادية يدعى أبو القنص وقد كان محبا للصيد وقد رزقه الله ولداً على كبر ، بعد أن توفي أبناءه الأربعة.
وكان اسم الولد فهد وكان محبا للصيد مثل والده على الرغم من صغر سنه.
وفي أحد الأيام خرج أبوه للصيد فقام الولد بأخذ بندقية من البيت ولحق بوالده دون علمه.
وفي الطريق قام الفتى باصطياد طير حباري وكان الجو حاراً جداً ولم يجد الولد شيء يستظل به سوى طير الحباري ،
حيث نشر جناحاه فوق رأسه.
وصادف أن أبو القنص لمح طير الحباري الذي فوق رأس ابنه من بعيد وقام بالرمي عليه دون أن يلاحظ ابنه فقتله خطاً ،
وشعر بشيء يمس قلبه لحظة أن أطلق وفوجىء أنه قتل ابنه فحمل ابنه وبكاه.
وفي ذلك الوقت كان نمر بن عدوان يبكي زوجته التي ماتت فأرسل أبو القنص له هذه القصيدة :
يا راكب الملحا لها الكور شدي
قم يا وليفي واعتلي فوق هياف
تسبق نسيم الريح يومن تمدي
وأسرع من اللي بالسما ريشها أرداف
ودي تزور السند والهند ودي
وتدور الدنيا من الكاف للكاف
ودي لابن عدوان مكتوب ودي
يا نمر ياللي للخطاطير وقاف
يا نمر وين اللي بنى قصر جدي
وين الصحابه يا نمر وين أهل كاف
إقرأ أيضا: حلاق بيكاسو النبلاء والأوفياء
وين السليم من النيا والتعدي
والبين ما لطم اخدوده ولا شاف
من قبل منك مرود العين صدي
والعين تذرف دمعها جواز وأرداف
على جنين بأول العمر مدي
هو مهجتي يا نمر من ورا القاف
صيده حباري والحر زايد بشدي
وناثر من الجنحان على الراس رفراف
كن لاحلي بالزول مثل المهدي
مشعل فتيله وناهضه بين الأكتاف
علمي امغيظه ما تغالط بيدي
ثار الطلق من ثوعته والقلب خاف
يومن حظنته وهدب عينه مندي
يخبط حمر من وجعة القلب نساف
شلته بيدي والتقيته بزندي
ودمعي نزل من مقلة العين رشاف
ناديت بجنح الليل على أم فهدِ
هيي قدر ما نشى البين باطراف
راحت ورجعتلي وما به تحدي
وتقول عزراييل ما ظن حدا عاف
الموت ما ينحاه كثر التفدي
يرميك ولو أنك على راس مشراف.