قصص من التراث
قصص من التراث
في فصل الشتاء تأتي الطيور المهاجرة من شمال آسيا وروسيا البط والوز البري إلى العراق ،
وكان في العراق بعض العوائل تعيش على صيد هذه الطيور ، وبيعها في الأسواق كمصدر رزق لهم على مدار السنة.
كان في احدى القرى صديقين أبو صلف وأبو زيد وكل منهما جارا للأخر ،
يتهيئان في بداية فصل الشتاء للصيد وينزلان إلى الأهوار ويستمران بالصيد.
والعجيب أن أبو صلف في كل ليلة يصيد في شباكه أكثر من 800 طير ،
وأبو زيد لم يحصل في شباكه أكثر من 10 طيور.
وهكذا مرت السنين ، صار أبو صلف من الأغنياء يمتلك الأراضي والعقارات والمواشي واعتزل الصيد ،
في حين أن أبو زيد لازال فقيرا بائسا يعتمد على الصيد.
وفي يوم من الأيام زار أبو زيد صديقه أبو صلف فتذكرا الماضي ،
وفجأة أبو زيد سأل أبو صلف قائلا : كيف كنت تصيد أعداد كثيرة من الطير في كل ليلة ،
وأنا لم أصيد أكثر من 10 طيور ، اقسم عليك بالله وبالأخوة علمني كيف ذلك؟
هل لديك دعاء أو سر أريد أن أعرف؟
أجابه قائلا لدي طير من البط البري ربيته من الصغر آخذه معي إلى الصيد وأدليه على مكان الشبك ،
ثم أطيره عند المساء يأتي في وقت السحر جالبا معه أعداد هائلة من الطيور ،
وينزل في الشبك مع الطيور فأسحب الشبك وأخرج إليه أجده ممتلئ.
أجابه أبو زيد أنا صديقك وجارك وأنت الأن لست بحاجه إلى الصيد ، ألا تبيعني هذا الطير بحق الصداقة والأخوة بيننا.
أبو صلف : أبيعك اياه وثمنه الفرس والبندقية هل توافق ( الثمن باهظ جدا انذاك).
أبو زيد نعم موافق.
إقرأ أيضا: قصة نجاح بعد الفشل
ذهب أبو زيد وجاء بالبندقية والفرس ودفعها ثمنا للطير واستلم الطير من أبو صلف ،
وابتعد أمتار عن أبو صلف وراح ينظر إلى الطير بتأمل وكأن لسان حاله يسأل الطير لماذا تخون جنسك واخوتك وأهلك من الطيور ،
وتأتي بهم إلى شباك الصياد؟
ثم ركع ووضع الطير أرضا وسحق رأسه بكعب الحذاء وكانت الأحذية القديمة من الجلد الصلب.
مات الطير ، وغضب أبو صلف وراح يضرب على أم رأسه قائلا :
لماذا يا أبو زيد قتلت الطير لو كنت أعلم أنك تقتله لما بعته إليك.
أجابه أبو زيد أنه ملكي ودفعت لك أغلى ما أملك.
أبو صلف قائلا لماذا قتلته؟
أبو زيد : هذا الطير خائن لا توجد في رأسه غيرة وحمية على إخوته وأهله ،
والرأس الفارغ من الغيرة والحمية يجب أن يسحق بكعب الحذاء.