قصة قطار زانيتي 1911
قصة مرعبة لقطار إيطالي إختفى ل 100 سنة وعلى متنه 104 راكب.
في أحد الأيام وبالتحديد سنة 1911 وقعت حادثة في إيطاليا أغرب من الخيال لم يصدقها أحد ،
وما زالت إلى اليوم لغز غامض لم يتم حله وهو إختفاء قطار كامل بركابه بدون أي أثر إسمه قطار زانيتي.
في نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين كانت الثورة الصناعية في أوجه قوتها وتطورها ،
كانت الإختراعات تتوالى ولا تتوقف وبالخصوص طفرة صناعية وإنتاجية في وسائل الموصلات ،
كانت وسائل المواصلات بالخصوص السيارات مثلا والدراجات النارية والسفن والقطارات ،
وكانت الكثير من الشركات تحاول بكل الطرق الدعائية والمغرية جذب الأثرياء لعروضها في رحلات فاخرة على تلك السفن أو السيارات أو القطارات ،
أو حتى المناطيد تماما مثلما حصل مع سفينة تايتانيك التي كان فيها النخبة الراقية والثرية فقط ،
أو منطاد هايزنبيرغ الألماني الذي له قصة مأساوية ما زالت اليوم تجعل الناس مرعوبين من وقود الهيدروجين .
وأيضا قطار لشرطة إيطالية إسمها شركة زانيتي (Zanetti) وهي التي تدور حولها هذه القصة.
هذه الشركة الإيطالية قامت بصناعة قطار فاخر لم يكن مثيل له في إيطاليا ،
وبدأت تطلق الحملات الدعائية في كل مكان لجذب أثرياء إيطاليا ليقضوا رحلة أسطورية على متن هذا القطار من روما إلى ميلانو ،
رحلة سيستمتعون فيها بجمال الطبيعة الإيطالية الساحرة ، وعدتهم شركة زانيتي بأن هذه الرحلة لن يتمكن أي أحد من الحصول على تذكرتها إلا القليل ،
لذلك سارع الأغنياء والبورجوازيين في التسابق نحو إقتناء تذكرة للإستمتاع بهذه الرحلة الفريدة على متن القطار ،
الذي لا يعلمون أن مصيرهم سينتهي في داخله للأبد.
إقرأ أيضا: تزوجت عنايات الزيات رجلا سيء الطبع والخلق
كلهم من الطبقة الراقية والأثرياء الإيطاليين ،
إنطلق قطار زانيتي سنة 1911 وهو محمل بالركاب الفرحين وبعد ساعات قليلة وصل قطار زانيتي إلى نفق جبل لومباردي ،
هذا النفق يخترق الجبل بطول كيلومتر واحد.
دخل القطار النفق ، لكن دقيقة من الزمن والتي إحتاجها القطار لقطع مسافة كيلومتر داخل النفق إستغرقت مئة سنة ،
فالقطار دخل النفق ومعه 106 مسافر ولم يخرج منه إلى يومنا هذا ،
قامت الشرطة الإيطالية بالبحث عن القطار في البر والبحر والجو ولم يجدوه وكأن الارض إبتلعته ،
أو أنه دخل في ثقب دودي أخذه لمجرة أخرى أو كوكب أخر ،
نجاة راكبين من قطار زانيتي بصدمات نفسية
إستطاع راكبين من أصل 106 من ركاب قطار زانيتي النجاة من القطار بقدرة قادر ،
كانت نجاتهما أشبه بفيلم رعب وأكشن هوليوودي ، فقد قامو بالقفز من القطار مسرعين ،
وحين تم إستجوابهما من قبل الشرطة عما حصل للقطار وأين اختفى وأين ذهب المسافرين الآخرين ،
كانت حالة الذهول والصدمة بادية في وجوهم كأنهم رأو مخلوقات جن أو شاهدو باب من أبواب جهنم ،
لم يتم إستجوابهما حتى إستعادوا صوابهما ، قالو للمحققين بأنهم وأثناء إقتراب القطار من الدخول للنفق غطت القطار طبقة ضبابية بيضاء ،
كأنها دخان أبيض أو هكذا بدت لهما وبدأت تدخل للداخل ليراها كل المسافرين ،
وكانت كثافة هذه المادة البيضاء تزداد بطريقة متسارعة إلى أن تحولت إلى سائل أبيض لزج مما سبب للركاب خوف وهلع شديد ،
كانا الراكبين الناجيين من القطار جالسين في مقاعد بالقرب من باب مفتوح هذا الأمر جعلهما يفكران بسرعة بالقفز من القطار والنجاة بأنفسهما ،
وهذا ما حصل قفزا ليختفي القطار أمام أعينهما.
لم تكن هذه الحادثة الصادمة سهلة على الراكبين فقد عانا من أزمات نفسية عميقة على مدى سنين ،
إقرأ أيضا: تاكيو أوساهيرا سبب نهضة اليابان
بالخصوص مع إنتشار أخبار عدم العثور على القطار ،
كل ذلك بالإضافة إلى هذه القصة المخيفة التي رواها الراكبان دفعت بمصلحة السكك الحديدية الإيطالية باتخاذ قرار اغلاق ،
مدخل ومخرج النفق الملعون بالحجارة نهائيا وأثناء الحرب العالمية التي كانت إيطاليا طرفا فيها ، سقطت قنبلة على النفق لتدمره بالكامل.
أين اختفى هذا القطار المشؤوم ؟
يبقى السؤال الذي يطرحه كل من سمع القصة أين اختفى قطار زانيتي ، أين هو الآن ؟
مثل هذه الحوادث الغريبة في العادة هذا إن كانت فعلا صحيحة كما تروى ،
تعتبر أرضية خصبة للمهتمين بالقضايا الغامضة التي لا يفسرها سواء المنطق أو العلم.
الحقيقية المؤكدة أنه إلى حدود هذه اللحظة لا يوجد تفسيير لما حدث للقطار ،
ولا يوجد أي أثر للقطار أو للركاب 104 ،
ولكن مع مرور السنين بدأت روايات لأشخاص حول العالم يزعمون أنهم ما قد يكون القطار الإيطالي المختفي ،
فقبل 400 سنة قال أحد الرهبان
الذي كان يعيش في مدينة مودينا شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا ،
حيث قال في شهادته أنه رأى شيئاً كبيرا على ما يبدو أنه معدني وله نوافذ كثيرة وفي داخله أشخاص يرتدون ملابس غريبة لم يراها من قبل ،
ظهور قطار زانيتي في المكسيك
سنة 1840 حدث شيء غريب بعيدا جدا عن إيطاليا وعن قارة أوروبا ،
غربا في أمريكا الاتينية وبالتحديد في المكسيك حيث ظهر 104 أشخاص في مدينة مكسيكو بملابس غريبة وكأنهم ظهرو من العدم ،
وهم يرتدون ملابس غريبة ليست من ذلك الزمن ولا من تلك المنطقة ،
إقرأ أيضا: مدينة الزنا الإيطالية التي اختفت في ظروف غامضة
حسب الرواية تم إقتيادهم مباشرة للشرطة المكسيكية ليعرفو هوياتهم وجنسياتهم ومن أين أتو ،
كانو يقولون بأنهم أتوا من عاصمة روما الإيطالية عبر قطار.
طبعا من المعروف أنه في تلك الفترة أي قبل أكثر من 250 سنة لم يكن هناك أي سكة قطار بين روما وإيطاليا ،
ولا بين أوروبا وقارة أمريكا فكيف وصلو للمكسيك ؟
الشركة المكسيكية لم تصدق روايتهم مطلقا واعتقدت بأنهم يكذبون فقامو بإحضار طبيب نفسي يدعي (خوسيه ساكسينو)
إستدعته الشرطة المكسيكية لفحص أولئك الأشخاص والتأكد من سلامتهم العقلية ليتم إقتيادهم مباشرة للمصحات النفسية ،
لكن لا أعلم لماذا السجلات والوثائق لا تبين ما الذي حصل لهؤلاء المسافرين وأين بقو وكيف أمضو حياتهم.
مشاهدة القطار الشبح في أوكرانيا
ومرت السنين حتى بدأ الناس ينسون تدريجيا حادثة إختفاء قطار زانيتي ،
إلى أن إنتشرت رواية لأشخاص شاهدو طيفا للقطار على مقربة من بلدة بولتافا الأوكرانية ،
وأيضا في أوكرانيا في مكان قريب من قرية زفاليتشي في 29 أكتوبر عام 1955 ،
بيوتر أوستمينكو وهو أحد عمال السكك الحديدة الذي يراقب الإشارات شاهد شيء غريب لم يره من قبل في كل حياته المهنية ،
رأى قطارا ليس فيه سائق له ثلاث عربات نوافذه مغلقة بالستائر والأغرب من ذلكأنه بدون سجل انطلاق ،
أو موعد وصول ولم تكن له رحلات مجدولة في ذلك اليوم.
لم يستوعب أوستمينكو من أين جاء هذا القطار ، اضطر العامل لتبليغ المسؤولين بما رآه وحكى لهم الواقعة ،
والجدير بالذكر أن العامل أوستمينكو لم يسمع إطلاقا بحادثة إختفاء قطار زانيتي الإيطالي ،
وأدرك الجميع في صدمة وذهول بأن هذا القطار الذي عبر محطتهم قد يكون هو قطار زانيتي الشبح المختفي.
البعض يعتقد بأن الشركة التي صنعت القطار في الحقيقية تعمدت إخفاء ما حدث للقطار وللمسافرين حفاضا على سمعتها التجارية المرموقة ،
ولكن من الواضح أن خطة الشركة مضت على غير ما كانت تخطط له.
إقرأ أيضا: الجغرافيا تجمعنا أفريقيا
أصبحت أسطورة إختفاء قطار الأشباح زانيتي شبيهة بأسطورة أخرى وهي الهولندي الطائرFlying Dutchman ،
سفينة الأشباح الأسطورية التي لا تستطيع أبداً أن ترسو أبدا في أي ميناء في العالم وستضل تبحر إلى الأبد بدون أن تتوقف ،
قطار زانيتي الأسطوري تمت مشاهدته في النرويج وبريطانيا وأيضا في روسيا ،
ولكن أوكرانيا هي أكثر دولة شوهد فيها حيث كانت الصحف المحلية الأوكرانية الشهيرة مثل “برافدا أوكرانيا” و “Glory of Sevastopol
تتبع أخبار هذا القطار الملعون في أعداها المنشورة بتاريخ 12 أوغسطس 1992
هل سافر قطار زانيتي عبر الزمن ؟
علميا لا يوجد أي تفسير لاختفاء قطار زانيتي داخل النفق بدون أثر ،
هذا الغموض في القصة جعل الكثير من الناس والمؤمنين بالظواهر الخارقة للطبيعة يؤمنون ويعتقدون بأن هذا القطار ،
قد يكون سافر عبر الزمن للماضي بالخصوص مع رواية ظهوره في المكسيك سنة 1840 أي قبل 71 سنة من بداية الرحلة أصلا ،
والتي كانت في 1911 وادعاء ركابه أنهم قادمين من روما بإيطاليا مع العلم أنه لا يوجد سكة حديد أساسا بين إيطاليا والمكسيك ،
فكل دولة في قارة لوحدها يفصل بينهما المحيط الأطلسي فكيف وصلو للمكسيك ؟
البعض يدعي بأن هذا قطار زانيتي المشؤوم يظهر بين الفينة والأخرى ويحمل ركاب آخرين فيه إلى الجحيم ،
وهو المكان الذي أخذهم إليه يوم خرج من روما في الرحلة الملعونة التي لم يعد منها.