Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إسلام

قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ

قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68)

الآية في إبراهيم عليه السلام بعد أن قام بتحطيم الأصنام التي عكف قومه على عبادتها.

وقصة إبراهيم أشهر من أن تسرد مرة أخرى!
ولكن وقفتنا معها الآن لغوية بحتة ، وبالتحديد مع الفعل {حرّق}.

فلماذا جاء النص القرآني على لسان قوم إبراهيم ب (حرّقوه) ولم يأت ب (أحرقوه).

ألا تؤدي الكلمتان الدلالة نفسها؟ الجواب لا

أجمع اللغويون بلا خلاف على قاعدة مهمة وهي :

(كل خلاف في المبني يقتضي بالضرورة خلافا في المعنى ،

فلا يوجد كلمة تؤدي ذات المعنى حرفيا التي تؤديها كلمة أخرى وان كنا نظن أنها كلمات مترادفة)!

وإنما كان الترادف في اللغة لتقريب المعنى وتحقيقه.

فعل أحرق : الغاية منه فعل الحرق وهو إيقاد النار في الشيء لافنائه أو إتلافه.

وفعل حرّق الغاية منه اذلال الشيء المحرق وما النار إلا وسيلة ، وهذا هو بالضبط هدف قوم إبراهيم ، اذلاله.

فلو أرادوا قتله فقط لما تجشموا عناء جمع كل هذا الحطب ،

فقد جمعوا الحطب في واد سحيق وانفقوا أياما يجمعونه صغيرهم وكبيرهم ذكرانهم واناثهم.

حتى إن المفسر المسدي : ذكر أن المرأة في قوم إبراهيم كانت إذا مرضت نذرت إن شفيت أن تجمع حطبا في الوادي المعد لتحريق إبراهيم عليه السلام.

ومن شدة النار التي أحدثها كل هذا الحطب أنهم قذفوا إبراهيم بالمنجنيق ليستقر فيها لاستحالة أن يحملوه ويلقوه فيها.

إقرأ أيضا: درر من أقوال السلف

وهذا المعنى التحريق المراد به الإذلال ورد في أية أخرى يحمل نفس المعنى.

قال تعالى : (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ

وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) (97)

بعد أن رجع موسى عليه السلام من ميقات ربه ووجد بني إسرائيل عاكفين على عبادة العجل الذي صنعه لهم السامري.

وهنا أيضا نرى الفعل (حرّق) وليس (أحرق) ، وكان يكفي لموسى أن يحطمه فقط ،

ولكن استخدم التحريق ليرى بني إسرائيل ذلة هذا المعبود.

وقد أخبر موسى قومه أن الله عزيز ، وقد أراد بالتحريق أن يريهم ذلة هذا المعبود الذي جعله عزيزا.

فالعجل نهاية المطاف جماد ولكن التحريق فعل موسى تبعا للقاعدة :

[الجزاء من جنس العمل] ، فلأنه جُعل عزيزا مكرما معبودا ، أراد أن يريهم ذلته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?