كافر يؤذن!
المؤذن أبو محذورة الجُمحي القرشي : عقب غزوة حنين ، وبينما بلال يؤذن للظهر ،
كان أبو محذورة المشرك يؤذن لغنمه بصوته الجميل ليستهزئ بالمسلمين.
فأمر النبي صل الله عليه وسلم علياً والزبير أن يحضروه فطوقوه وأتوا به للنبي صل الله عليه وسلم.
فقال النبي صل الله عليه وسلم لأبي محذورة ومن معه وكانوا يرعون غنمهم ،
من منكم الذي أذن أذان المسلمين فخافوا جميعهم ولم يتكلموا.
فأمرهم النبي صل الله عليه وسلم جميعاً أن يؤذن كل واحد منهم بمفرده ،
حتى تبين له صاحب الصوت الجميل الذي أذن لغنمه.
فسأله النبي صل الله عليه وسلم عن اسمه فقال أنا إسمي أبو محذورة فقال النبي أنت من أذنت بهذا الصوت الجميل؟!
فسر بذلك أبو محذورة الذي كان مشركاً لأن بالكلام الطيب تمتلك القلوب ، والنفس مفطورة على المدح.
انظر إلى رحمة سيدنا النبي صل الله عليه وسلم عندما جبر خاطر المشرك صاحب الصوت الجميل ليدخل الإسلام.
فوضع النبي صل الله عليه وسلم الكريم الرحيم حتى بالكافرين يده الشريفة على رأس أبي محذورة ،
ونزع عمامته ومسح بيده الشريفة على رأسه داعيا لأبي محذورة بقوله :
اللهم بارك فيه وفى ذريته وفي صوته واهده للإسلام فخرجت منه الشهادة سريعة مدوية أمام أصحابه رعاة الغنم ،
وعينه النبي مؤذنا لأهل مكة المكرمة ، وكان عمره ستة عشر عاما فهذا شرف لا يعلوه شرف.
فأقسم أبو محذورة من يومها ألا يحلق شعر رأسه الذي وضع النبي صل الله عليه وسلم يده الشريفة عليه إلى أن مات .
وظلت ذرية أبي محذورة يؤذنون قرابة ال ٣٠٠ عام.
بفضل دعاء النبي صل الله عليه وسلم له ولذريته فقد كانوا أصحاب حنجرة ذهبية ربانية.
سلام ، ثم سلام ، ثم سلام على مؤذن مكة أبو محذورة في الخالدين.
الأثر نقله ابو داود والنسائي وأحمد في السنن.