Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

كانت ابنتي تلميذة مميزة في دراستها

كانت ابنتي تلميذة مميزة في دراستها ، وحتى تنال علامات أحسن تجعلني أفتخر بها أمام قريباتي وعدتها باقتناء هدية جميلة طالما تمنت الحصول عليها ،

بشرط حصولها على علامات أفضل ، ومن شدة فرحتها لم تصدق بداية ما وعدتها به ، فهي باهظة الثمن ،

ومع هذا أكدت لها حصولها على الهدية لو اجتهدت أكثر.

وكان لي ما أردت ، علامات أفضل بكثير من سابقاتها ، جعلتني أطير فرحا وفخرا ، ولأن الهدية كانت باهضة الثمن ولا أملك ثمنها.

ولأني ظننتها ستنسى الأمر ، امتنعت عن اقتنائها مكتفية فقط باقناعها في حالة توفر ثمنها مستقبلا سأقتنيها لها.

لم تعترض ، اكتفت بالصمت والإنتظار ، ومرت الأيام والأشهر ونسيت أمر الهدية تماما ،

أو لنقل تناسيتها بحجة صغر سنها ، وإن الوقت كفيل لينسيها إياها.

وجاءت السنة الدراسية الموالية ، وبدأت تتراجع علاماتها تدريجيا ،

ورغم توبيخي الكبير لها وحرصي على مراجعة دروسها يوميا إلا أنها ظلت على حالها ، تتماطل وتتكاسل على تأدية واجباتها.

تغيرت ابنتي كثيرا ، فهوت نحو الأسوأ فالأسوأ ، ورغم اني استفسرت إن كانت الهدية هي السبب ، وأنها لازالت ترغب بها ،

إلا أنها اكتفت برفع كتفيها في تصرف طفولي يعبر عن عدم إكتراثها لها ، لم تقل شيئا ، لم تحتج ، لم تعترض ،

ولم تلمني ويا ليتها فعلت ولم تخفي تلك الخيبة داخلها.

ومع هذا بقيت متيقنة أن افتقداها للهدية هو السبب ، لا يوجد سبب آخر لتهاونها ،

فحاولت تصحيح خطئي بتأكيد وعودي لها هذه المرة ، ومع هذا لم تهتم أيضا ، اكتفت بالصمت ،

لم تفرح ، لم تبتهج كما فعلت سابقا ، ولم تنظر في عيني حتى!

وحين رفعت رأسها بيدي لمحت دموعا تجمعت في عينيها ، فكأنما كانت تقول لي لن تفعلي يا أمي ،

أنت تكذبين مرة أخرى ، أنت تخدعينني ومهما وعدتني مجددا وأكدت لي ذلك ألف مرة لن أصدقك!

إقرأ أيضا: في قديم الزمان تزوج غني بخيل

كم شعرت بالسوء لما فعلته معها ، كان في عينيها الصغيرتين كلام كثير لم تستطع قوله ، لكني رأيته ،

كلمات أكبر من أن تترجمها طفلة بسنها ، أو أن تدركه إمراة بسني لم تشعر بحجم الخذلان في قلب صغيرتها ،

ومع هذا حاولت تحسين صورتي التي شوهتها فعلتي في ذهنها.

أصررت على الوفاء بوعدي ، وما إن انتهت السنة الدراسية اقترضت مالا واقتنيت لها الهدية رغم علاماتها المتوسطة ، أو لنقل المتدنية ،

كان تصرفي غريبا بالنسبة لها ، فكأنما كانت تقول لي لماذا لم تقدميها لي حين نجحت وتفوقت؟

لماذا الآن حين شارفت على الرسوب!

ما الذي ستقوله لي صديقاتي ، الا تكفيني الخيبة السابقة حتى تضيفي سخريتهم لها !

لم تفرح بها كما توقعت ، اكتفت فقط بالصمت وإخفائها في مكان لا تلمحه عيناها ،

أخفتها كخيبة لا تريد رؤيتها كل ليلة في غرفتها أو حياتها حتى!

لم تكن هكذا سابقا ، كانت تشارك صديقاتها كل شيء تحصل عليه ، لعلها شاركتهم ذلك الوعد ،

شاركتهم انتظاره ولهفة الحصول عليه ، شاركتهم ثقتها في والدتها وفخرها الكبير بها ،

وشاركتهم كل ما يدخل السرور لقلبها إلا ذلك الألم الذي تجرعته بمفردها ، خصوصا كونه من أقرب إنسانة إليها.

شعرت لحظتها أني خسرت ابنتي ، خسرت ثقتها ، تفوقها وحتى سعادتها ، ويلزمني الكثير حتى أستعيدهم مجددا ،

ليتني خسرت ثمن الهدية وأضعافا مضاعفة منها ، ولم أخسر نظرة ثقة واحدة من عينيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?