كانت تحادثني باليوم عشرون ساعة تقريبا تتصل كل حين
كانت تحادثني باليوم عشرون ساعة تقريبا
تتصل كل حين ، تحدثني كأمي أحيانا وتعاملني كطفلٍ صغير !
هل أكلت؟ هل غسلت يديك؟ تحممت اليوم؟
أحضرت غطاءاً لِفراشك؟ فرشت أسنانك؟
أفتحُ هاتفي فأراها قد أرسلت لا تضع منبهاً سأتصل عليكَ أنا حتى تصحو !
حين أترك هاتفي وأعود إليه أجد على الأقل عشرون رسالة منها ،
أرسلُ لها رسالة ليلاً لم أستطع النوم ،
فترد عليَّ بوابلٍ من الرسائل “لا تقلق، سأبقى معك حتى تنام”
“هل تريد أن أحكي لك قصة؟”
” هل عندك ما تريد قوله لي؟”
و ينقضي الأرقُ هكذا بكثرة حديثٍ منها وكثرة سؤال!
لطالما حدثتني عن تفاصيل صغيرة ، تفاصيلٍ مللتها.
زارتني صديقتي وأحضرتُ لها القهوة ! لم أجد ماسكة شعري الوردية التي أحبها ، ووو كلامٌ طويل!
أحدثها أحياناً عن مشاريعَ صغيرة تخصني
فتبدأ أسئلتها وإهتماماتها بي اللامتناهية
مرةً أخرى أخبرها” بأني سأخرج مع صديقي”
فترسل “متى ستخرج؟! ، متى تعود؟ ، ماذا سترتدي؟ ، من صديقك؟، هل ستأكل هناك أم أكلت ؟”
وكثير من الأسئلة!
تغار كثيرا علي حتى من نفسي ل تريد أن أنظر لإمرأة غيرها كأنها تريد بغيرتها أن تقول لي أنت ملك لي ولا أريد أن يعبث أحد بممتلكاتي!
مرت مُدة طويلة ،وتلك المرأة التي كانت معي كظلي ، رحلت.
إشتقتُ لإهتمامها المفرط ، لأسئلتها الكثيرة ، لرسائلها المتواصلة لنوبات خصامها وإكتئابها وأحاديثها اللامتناهية.
لماسكة شعرها الوردية
ولمشاكل صديقتها !
صرت أنام بمنومات تقاومُ أرقي وأصحو على منبهٍ لعين.
و إن أكلت أو لم أكل ، أخرجُ وأعود متأخراً ، أو لا أعودُ أبداً ، لم يكنِ الأمر يعني لأحد الكثير!
أتذكرها ، وأطالع رسائلها القديمة ، إهتماماتها الكثيرة كانت حلماً جميلاً ورَحلت لأني أهملتها !