كانت حبيبتي حنونة جدا
كانت حبيبتي حنونة جدا
أحزنها فتعتذر ، أقسو عليها فتغفر ، أبكيها فتنسى!
أذكر مرة أخطأت معها بشيء ، فأتت لتعاتبني وكنت دوماً أقلب الموازين لصالحي ، حتى وإن كنت مخطئا ،
تماما كمن يستغل طيبتها مجردا إياها من كل حقيقة ضدي!
سرعان ما تحول عتابها لي لإعتذار مني ، على ذنب اقترفته بحقها!
فتكون كطفلةٍ بإلحاحها لإرضائي
فأبتسم ، وتقول لي : حلوة البسمة على جبينك
فأقول لها: جبيني ما علاقته!
وأضحك أكثر مع أن الموضوع غير مضحك جدا.
فتكمل مزاحها وتقول : نسيت ، حلوة البسمة على أنفك!
فأضحك كثيرا كثيرا ، وأنا أنتظر منها أن تقول موقع الإبتسامة الصحيح!
فتكمل وهي تضحك : يا إلهي صحيح ما علاقة أنفك! أقصد جميلة البسمة على أذنك!
فأضحك بصدق وكأنها بالفعل ناسية ،
فأقول لها : أنسيتي !
فأقبلها واقول لها ، هنا موقع الإبتسامات أيتها المشاكسة!
فتضحك هي وأنا وتغدو مشكلتنا محض وسيلة لتقبيلها!
اليوم ، أتذكر تلك المواقف التي تتكرر دوماً ، أتذكر السيناريوهات المعادة بيننا دون أن أشعر بملل!
أتذكر كم مرة كانت طيبة رغم قسوتي عليها؟
كم مرة كانت ناعمة رغم خشونتي.
كم مرة أضحكتني رغم أني وحدي كنت من يبكيها.
كانت حبيبتي جميلة جدا ، كان لها قلب من نرجس أبيض!
وكنت فظا وشرسا ، وما لانت لأجلها يوما صلابتي.
أتذكر كيف كانت تداعبني بنسيانها مكان إبتسامتي ، حتى رحلت!
فعلى ما يبدو أن الشموع مهما أضاءت ستنطفئ ، والورد العطش سيموت يوما ذابلا
وستقضي العمر بعده في ندم.
صرت أبحث عنها في ملامحي وتقاسيم َوجهي ،
أضعت تلك المرأة وحين أضعتها بالفعل أضعت معها ضحكتي!