Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات منوعة

كانت مصر محتلة من الرومان منذ هزيمة كليوباترا

كانت مصر محتلة من الرومان منذ هزيمة كليوباترا آخر ملوك الأسرة المقدونية على يد أوكتافيوس سنة 31 قبل الميلاد ،

وعندما سقطت الدولة الرومانية الغربية سنة 476 ميلادية أي قبل ميلاد الرسول صل الله عليه وسلم بحوالي مائة عام.

آلَت أملاك الدولة الرومانية الغربية ومنها مصر إلى الدولة الرومانية الشرقية.

وهكذا تحولَّت مصر في عهود الرومان إلى مخزن يمدُّ الإمبراطورية الرومانية باحتياجاتها من الغذاء ،

وفقد المصريون السلطة بكاملها في بلادهم ،

وإن كان الرومان قد حرصوا على أن يتركوا بعض الرموز المصرية كصورة فقط وذلك لتجنُّب ثورة الشعب المصري عليهم.

وتمَّ فرض الضرائب الباهظة جدًّا بمختلف أنواعها على الشعب المُعدم ،

حتى تجاوزت الضرائب الأحياء في سابقة تاريخية إلى الأموات ، فلم يكن يُسمح بدفن الميت إلا بعد دفع ضريبة معينة.

وتتبع الرومان قادة الأقباط المصريين بالقتل والتعذيب ، حتى اضطروهم إلى الهرب إلى الصحراء ،

وإقامة أماكن عبادتهم في مناطق نائية أو مهجورة ؛ وذلك حفاظا على حياة من تبقى منهم ،

وقد جاء أعظم إبتلاء وأشد تنكيل نزل بمسيحي مصر كان على يد الإمبراطور دقلديانوس الذي تولَّى عرش الإمبراطورية الرومانية عام 284 ميلادية.

فقد طالب دقلديانوس المصريين أن يضعوه موضع الألوهية ليضمن حياته وإستمرارية ملكه ،

بَيْد أن مسيحي مصر قاوموه مقاومة كبيرة ، فاضطهدهم وعذَّبهم ، وأمر بهدم جميع الكنائس وتسويتها بالأرض ،

وإعدام كل مَنْ يشارك في إجتماعات دينية ، ومصادرة كل أملاك المسيحيين وكنائسهم ، مع الحرمان من كافَّة الحقوق الوطنية ،

إقرأ أيضا: ريا وسكينة العصر المملوكي قصة غازية والعجوز

والطرد من الوظائف الحكومية ، وحرق كل الكتب المقدَّسة ، هذا فضلاً عن القبض على الآلاف ، والتنكيل والتعذيب حتى الموت.

وقد ترك عصر دقلديانوس أثرًا كبيرًا في نفوس الأقباط ، حتى إنهم سمَّوْه بعصر الشهداء ،

وجعلوا مبدأ تقويم هذا العصر سنة 284 ميلادية يحسبون منه السنين والأيام.

وقد بقي المسيحيون في اضطهاد وتعذيب حتى تولى الإمبراطور قسطنطين حُكْم الدولة ،

الذي جعل النصرانية الديانة الرسمية للدولة وذلك في عام 313 ميلادية إثر إصدار مرسوم ميلانو.

وعلى الرغم من إنتحال الإمبراطورية الرومانية للنصرانية ، فإن ذلك لم يُخَلِّص مصر من الإنحطاط والبؤس والشقاء.

فقد امتدَّت الخلافات العميقة داخل الدولة الرومانية الأرثوذكسية بين طائفة الملكانية التي كانت تعتقد بازدواجية طبيعة المسيح ،

والتي كانت تمثِّلها السُّلطة السياسية في القسطنطينية وطائفة المنوفيسية اليعقوبية

وهم أهل مصر والحبشة الذين كانوا يعتقدون بطبيعة إلهية واحدة للمسيح.

لذلك فكَّر هرقل بعد إنتصاره على الفرس في توحيد المذاهب المسيحية كلها ، وعقد لهذا مَجْمَع خلقدونية ،

فأقرَّ البطارقة الذين يمثِّلون شتى المذاهب المسيحية مذهبا واحدا في ذلك المجمع،

وهو الإقرار بألوهية المسيح وبشريته في آنٍ واحد ، ومساواة الإبن مع الأب في الذات والجوهر ،

وأراد فرض هذا المذهب على المسيحيين في مصر عن طريق أحد البطارقة ويدعى قيرس.

لكن أهل مصر كانوا شديدي الحب لبنيامين بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس ،

الذي كان شديد التعصب لمذهب اليعاقبة المخالف لما دان به هرقل ،

وما كاد قيرس يحطُّ رحاله في الإسكندرية في عام 631 ميلادية إلاَّ وقد فرَّ بنيامين خوفًا من بطشه.

لذلك رأى المصريون أن ما يدعو إليه قيرس ما هو إلاَّ بدعة وكفر وضلال (لأن بنيامين أنكره ولم يدعمه)

الأمر الذي جعل قيرس يلجأ إلى الشدَّة والبطش والتعذيب ، ووقع الإضطهاد الأعظم الذي إستمرَّ على الأقلية المسيحية المصرية مدَّة عشر سنوات كاملة ،

إقرأ أيضا: قصة الرجال بن عنفوة وسوء الخاتمة

حتى جاء الفتح الإسلامي مخلِّصًا للمصريين من ذلك البطش والتنكيل.

وهنا تختلف الروايات الإسلاميَّة والقبطيَّة في سرد حوادث الفتح ،

لكنها تجمع على أن الروم إستعبدوا المصريين أثناء حكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور البيزنطي ومن قبله الروماني ،

حتى أن مصر عرفت وقتها بمخزن غلال روما.

ومن هنا إتفقت معظم كتب التاريخ الإسلامية والقبطية على أن أهل مصر مسيحيين ويهود ومعتقدات أخرى ،

قد أجمعوا على حبهم ودعمهم للخلافة الإسلاميَّة كونها تضمن لهم حُريَّة المُعتقد.

وقد إعتنقت الغالبيَّة العُظمى من المصريين الإسلام بعد تمام الفتح ، وبقي قسمٌ منهم على المسيحيَّة واليهودية مع قلة قليلة جداً من عبدة آلهة الفراعنة القدماء.

واستمرَّ هؤلاء يُعرفون بالقِبط أو الأقباط ، ومع مُرور الزمن إستعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم ،

واقتصرت اللُغة القبطيَّة على الطُقوس والتراتيل الكنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?