قصص منوعة

كان جحا ذات يوم جالسا في بيته يتمنى

كان جحا ذات يوم جالسا في بيته يتمنى وكان يدعو الله أن يرزقه ألف دينار وكان يقول وهو رافع رأسه إلى الأعلى :

ألف دينار يعني ألف دينار والله لا أقبلها أبدا إن كانت ناقصة دينار واحد.

وسمعه جاره فتعجب لهذا الدعاء ، وأراد أن يختبره ، فأخذ تسعمئة وتسعة وتسعين دينارا ، ووضعها في صرة ،

ورماها أمام جحا من النافذة.

شاهد جحا الصرة تقع أمامه ، فلم يصدق ما رأى ، أخذها وفتحها فإذا هي مملوءة بالدنانير ، فقال :

ما أسرع ما استجاب الله لدعوتي.

ثم أخذ يعد المبلغ فوجد أنه ينقص دينارا عن المبلغ الذي تمناه فقال :

إن الذي رزقني المبلغ الكبير لن يبخل علي بالدينار المتبقي ، وسيرميه لي من النافذة عاجلا أم أجلا.

ثم أخذ جحا المال ، و وضعه في صندوقه ، وأقفل عليه فهرع جاره إلى بابه ، وراح يدقه بغيظ ، دقا متواصلا.

فقام جحا إلى الباب وفتحه ؛ فصاح به جاره: هات الصرة.

قال جحا : أية صرة؟ قال الجار : الصرة التي سقطت عليك من النافذة منذ لحظات.

أجاب جحا : أويرزقني ربي شيئا وتأتي أنت لتأخذه مني؟

الصرة صرتي وأنا الذي رميتها إليك.
ولماذا فعلت ذلك؟

أردت أن أعرف هل تقبل الدنانير ناقصة أو لا تقبلها؟

لن أصدق ما تقول!

سأجعلك تصدق بالقوة و هجم الجار عليه و هجم جحا على جاره وبعد عراك طويل ،

وافق جحا للذهاب مع جاره آلى القاضي ضمن الشروط وقال : أنا مريض ولا أستطيع المشي ، وأخاف البرد وليس معي ملابس ثقيلة ،

فأعطني عباءتك ، وهات لي حمارك أركبه.

فأعطاه الجار عباءته وحماره ، واصطحبه إلى المحكمة.

وعندما قابلا القاضي ، قال الجار : لقد أخذ مني جحا صرة نقود فيها ألف دينار إلا واحدا.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: مجموعة من قصص جحا القصيرة والمضحكة

فسأل القاضي جحا : أصحيح ما يقوله جارك؟

قال جحا : إنه كاذب يا سيدي القاضي ، وهو ما ينفك يدعي أن جميع ما أملكه أنا ملك له.

قال القاضي : وما الشاهد على ما تقول؟

عندها تقدم جحا من القاضي وقال ، وهو يمسك بطرف العباءة التي يلبسها :

لو سألته يا سيدي القاضي عن عباءتي هذه فسيدعي أنها له. وسأل القاضي الجار على الفور :

لمن هذه العباءة التي على جحا؟

فأجاب الجار : إنها لي يا سيدي القاضي.

فضحك القاضي والحاضرون ثم قال جحا : لو تسأله يا سيدي القاضي عن حماري الذي جئت به إلى المحكمة ،

فلعله سيدعي أنه حماره أيضا.

فسأل القاضي الجار : وحمار جحا؟ أهو لك أيضا؟

فأجاب الجار غاضبا : إنه ليس حماره ، بل حماري أنا.

فنظر القاضي إليه وقال : حقا إنك مدع وكاذب أخرج وإلا عاقبتك ،

فخرج الجار من المحكمة متحسرا نادما وربح جحا نقوده وعباءته وحماره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?