قصص منوعة

كان رجل ثري يزور معرضا للرسم

كان رجل ثري يزور معرضا للرسم فرأى لوحة
جذبت إنتباهه كما جذبت أنظار الآخرين.

كانت اللوحة لأرملة فقيرة يحيط بها أطفالها وقد طردت من مسكنها ،

وهي تقف تتذلل لرجل هو صاحب البيت وتتوسل إليه بدموع ألا يطردها.

والرجل القاسي يظهر في اللوحة وهو يطردها مع الأطفال بكل قسوة ،

وعيون الأطفال تنظر لهذا القاسي بنظرات الخوف والرعب.

ولكن واحدا منهم كان ينظر إليه بنظرة التحدي.

والغريب أن هذا الثري تسمرت قدماه وهو ينظر إلى تلك اللوحة ،

لأنه قد تذكر هذا الموقف أنه هو ذاك الرجل القاسي ، وأخذ قلبه ينبض والعرق يتساقط من جبينه إذ رأى عمله أمامه ،

وأراد أن يشتري تلك اللوحة وذهب إلى الرسام الذي رسمها وقال له : “أريد أن أشتري هذه اللوحة”.

ووقف الفنان وهو ينظر إليه بتحدي ، وقال : لن أبيع تلك اللوحة أبدا وستظل هنا ليراها العالم كله.

فبادره الثري ، وقال له : ولماذا؟

فقال له : لأن هذه الأم هي أمي وأنا أحد هؤلاء الأطفال.

واستدار الثري ليهرب من أمامه ، فقال له الفنان : وأنت هذا القاسي الذي لم يرحمنا.

فتسمرت قدمي الثري وهو يحاول أن يلملم أشلاء نفسه ، ولكن الفنان إستمر في حديثه بصوت عال وقال :

هل تضايقت لأنني وضعت أمامك أحد أعمالك القاسية ، ولكني أقول لك أمام الله سترى كل أعمالك قائمة لتحاسب عليها.

الحكمة من القصة

لن أقول لك تصور لو أنك زرت معرضا للصور فوجدت حياتك في هذه الصور ، وجدت ما فعلت قائما أمام عينيك فما هو شعورك؟

ولكني أقول لك أننا جميعا سنقف أمام الله لنحاسب على حياتنا ،

سنرى ما فعلناه ولكننا سنكون في زمن العدل ، في زمن الحساب ،

إننا الآن نحيا زمن الرحمة ، زمن يمكننا فيه أن نصنع صورا أخرى لحياتنا غير تلك الصور التي قد نخزى منها.

1 3 4 10 1 3 4 10

ولكن إن عبرت بنا الأيام والسنوات ، وانتهت هذه الفرصة سنقف أمام الله لنحاسب بعدل.

لا تضيع الفرصة وغير من صورتك الآن.

إقرأ أيضا: مر المجرم من أمام باب المنزل الذي كان مفتوحا بشكل بسيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?