إسلام

كان رسول اللهِ أجود بالخير مِن الريح المرسلة

كان رسول اللهِ أجود بالخير مِن الريح المرسلة ، وكان يعطي عطاء مَن لا يخشى الفقر ،

ومع سعة إنفاقه وجوده صل الله عليه وسلم كان يُربِّي النفوس على العفاف والإستغناءِ ، وأنَّ ما عندَ اللهِ خَيرٌ وأبْقى.

وفي هذا الحديث يحكي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ ناسا مِن الأنصارِ لم يُسَمِّهم سَأَلوا رَسولَ اللهِ صل اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا مِن المالِ فأعْطاهم ،

ثمَّ سَأَلوه فأعْطاهم ، ثمَّ سَأَلوه فأَعْطاهم حتَّى نَفِدَ وانتَهى ما عِندَه مِن المال ،

فبيَّنَ لهم النبيُّ صل اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يَمنَعُ عنهم شيئًا مِن المال يكون عنده فيَحتفَظ به لغيرهم.

ثمَّ أرشَدَهُم صل الله عليه وسلم وحَثَّهم على الإستِعفافِ ؛ فمَن تَخلَّقَ بالعِفَّةِ عمَّا حَرَّمَ اللهُ عليْه سَواءٌ في مَأكَلٍ ،

أو مَشرَبٍ ، أو مَلبَسٍ ، ونَحوِ ذلك أعانَه اللهُ عليْها وحَصَلَتْ له ،

ثمّ حثَّهم صل الله عليه وسلم على الإستغناء ، وهو أنْ يُسْتَغْنى الإنسانُ عمَّا في أيْدي النَّاسِ ، ويَستَغنيَ بما عِندَه مِن اليَسيرِ عن المَسأَلةِ ،

فلا يَسألُ إلَّا إذا كان مُضطَرًّا ، ومَن يَفعَلْ ذلك يَمُدَّه اللهُ عزَّ وجلَّ بالغِنى مِن عِندِه ، ويَجعَلِ القَليلَ في عَينِه كَثيرًا ،

ثمّ حثَّ صل الله عليه وسلم على التزام الصبر وتَعويدِ النَّفسِ عليْه ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا صَبَرَ استَعفَفَ واستَغْنى ،

ولم يَحصُلْ منه السُّؤالُ والإلْحافُ في المَسأَلةِ.

وقوله : «ومَن يَتَصبَّرْ يُصَبِّرْه اللهُ» ، أي : ومَن يُعالِجِ نفْسَه بالصَّبرِ ويَتَكلَّفْه على ضِيقِ العَيشِ وغَيرِه مِن مَكارِه الدُّنيا ؛

يملأ اللهُ قلبه به ، ومَن بَذَلَ الأسبابَ وحَرَصَ على الصبر ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى يُوفِّقُه لتَحصيلِه ، ويَجعَلُه يَتَّصفُ به.

ثمَّ بيَّن أنَّه ما أعْطَى اللهُ أحدًا نِعمةً ولا خُلُقًا كَريمًا أفضَلَ ولا أوسَعَ مِن الصَّبرِ ؛ لأنَّه يَتَّسِعُ لكُلِّ الفضائل ،

فكُلُّها تَصدُرُ عنه ، وتَعتَمِدُ عليْه ؛ مِن عِفَّةٍ ، وشَجاعةٍ ، وعَزيمةٍ ، وإرادةٍ ، وإباءٍ ، وغَيرِها ،

والإنسانُ إذا كان صَبورًا تَحمَّلَ كُلَّ مَكروهٍ بإذْنِ اللهِ تعالَى.

إقرأ أيضا: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ

وفي الحَديثِ : أنَّ الأخلاقَ الكريمةَ يُمكِنُ اكتِسابُها والوصولُ إليها عن طَريقِ التعوُّدِ عليها.

وفيه: ما كان عليه النبي صل الله عليه وسلم مِن الكَرَمِ والسَّخاءِ والإيثارِ على نفْسِه.

وفيه : الإعتِذارُ للسَّائلِ إذا لم يَجِدِ المسؤولُ ما يُعطِيه.

وَفيه : الحَضُّ على الإستِغناءِ عن النَّاسِ بالصبر ، والتَّوكُّلِ على اللهِ ، وانتظارِ رِزقِ اللهِ سُبحانَه ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وأنَّ الصَّبرَ أفضلُ ما أُعطيَه المؤمن ، وكذلك الجَزاءُ عليه غيرُ مُقدَّرٍ ولا مَحدودٍ.

الراوي : أبو سعيد الخدري.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?