Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
نحو حياة أفضل

كان عبدالله بن المبارك يحج عاما ويغزو في سبيل الله عاما

كان عبدالله بن المبارك يحج عاما ويغزو في سبيل الله عاما ،

وفي العام الذي أراد فيه الحج ، خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره ،

فوجد إمرأة في الظلام تنحني على كومة من القمامة تفتش فيها حتى وجدت دجاجة ميتة ،

فأخذتها وانطلقت لتطهوها وتطعمها صغارها!

فتعجب إبن المبارك ونادى عليها قائلا : ماذ تفعلين يا أمة الله؟

وذكرها بالآية (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ)!

فقالت له : يا عبد الله ، أترك الخلق للخالق! فلله تعالى في خلقه شئون.

فقال لها إبن المبارك : ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.

فقالت المرأة له : أما وقد أقسمت عليّ بالله ، فلأخبرنَّك : إن الله قد أحل لنا الميتة ، وأنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات ،

ولا يوجد من يكفلنا ، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة.

فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة ، أفمجادلي أنت فيها؟!

وهنا بكى عبدالله إبن المبارك ، وقال لها : خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج ،

وعاد إلى بيته ولازمه طوال فترة الحج فلم يخرج منه.

وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج ، ثم عادوا ،

وذهبوا لزيارته في بيته ليشكروه على إعانته لهم طوال فترة الحج ، فقالوا له :

رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ،

ولا رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام!

إقرأ أيضا: تفسير عبارة اللهم إنك عفو تحب العفو

تعجب إبن المبارك من قولهم ، واحتار في أمره وأمرهم ، فهو لم يفارق البلد ، ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره.

فنام ليلته وهو يتعجب مما حدث ، وفي المنام رأى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له :

السلام عليك يا عبدالله ألا تدري من أنا؟

أنا “محمد رسول الله” أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة ، جزاك الله عن أمتي خيرًا..

يا عبد الله بن المبارك لقد أكرمك الله ، كما أكرمت أم اليتامى ، وسترك كما سترت اليتامى ،

إن الله سبحانه وتعالى خلق ملكا على صورتك ، كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج ،

وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة ، وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة رغم أنك لم تغادر بيتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?