كان لرجل حكيم ولد كسول لا يحب العمل وكان هذا الأمر يزعج الأب ويحزنه.
في أحد الأيام طلب الأب من إبنه الخروج إلى العمل وكسب الرزق.
فحزن الإبن الكسول ولما رأى إصرار والده على ذلك خطرت بذهنه فكرة أعادت إليه سعادته ،
وهي الخروج كالعادة إلى النزهة وتمضية النهار باللعب والرجوع إلى البيت مساء وكأنه أمضى النهار في العمل ،
وإذا سأله أبوه عن المال الذي كسبه أخرج له دينارا كان قد إدخره.
وأعجبته هذه الفكرة ونفذها بدقة لكن الأب الحكيم كان ذكيا فلم تنجح معه هذه الحيلة ،
فأراد أن يعرف مدى إهتمام إبنه بما كسبه من النقود ، إذ ألقاه في نار تشتعل بالقرب منه فاحترق الدينار ولم يهتم الإبن.
وفي اليوم التالي تكرر الأمر ، وعندما وجد الإبن أن نقوده قد نفدت ، قرر أن يخرج للعمل فورا ، وإلا فماذا سيقدم لأبيه.
وفي صباح اليوم التالي خرج مبكرا فتوكل على الله وبدأ يبحث عن عمل بشكل جدي حتى وجده ،
وأخذ يعمل حتى المساء ، وعاد إلى البيت متعباً منهكا ، قدّم الدينار لأبيه ،
ولما أراد الأب أن يلقيه في النار كما فعل في اليومين السابقين صرخ الإبن : ماذا تفعل يا أبي؟
لقد حصلت على هذا الدينار بجهد شاق.
فضحك الأب وقد عرف أن هذا الدينار قد تعب إبنه من أجل كسبه تعبا شديدا ، وأنه ثمرة عمله وجهده فأخذه وضمه إلى صدره.
أما الإبن فقد خجل من نفسه وأصبح يخرج كل يوم للعمل بجد ونشاط.