قصص منوعة

كان هناك رجل يغضب على الدوام

كان هناك رجل يغضب على الدوام لأتفه الأسباب ، سواءا كان خارج المنزل أو داخله.

وبكل مرة يغضب بها خارج المنزل مع أي أحد كان ينتهي به المطاف بمشاجرة مع الشخص الذي أغضبه ،

إما تتطور إلى عراك بالأيدي أو شتائم.

أما عندما كان يغضب داخل المنزل ويشتم زوجته كانت تصمت بدون أن ترد بكلمة ، ولو هم لضربها كانت تتوسل له قائلة :

أعلم أن قلبك لن يطاوعك أن تؤذي حبيبتك التي تعشقك وتتنفسك ،

ولو اضطرَّت أن تُقَدِّم روحها في سبيل إنقاذك من الأذى لن تتردد لبرهة.

تمالك نفسه كثيرا كيلا يضربها ، إلى أن طبخت ذات مرة طعامه المفضل لكن كان ينقصه ملح ،

ومن فرط غضبه وعلى الرغم من رجائها وتوسلها له ، لكنه ضربها مما جعلها ترحل لمنزل أهلها وهي تبكي قائلة :

أنا أحبك كثيرا ، حالما تهدأ تعال وخذني.

جلس طوال اليوم يعض أصابعه ندما على ما فعل ، مما جعله يشتري منزلا فخما بأرقى مناطق المدينة ويهديه لها كإعتذار عما فعل ، وهو يقول :

اعذريني لم أستطع تمالك نفسي ، ولم أعي ما فعلت.

فعادت معه والسعادة تغمر قلبها.

لكن غضبه لم يتوقف وعاود ضربها على أتفه الأسباب على الرغم من رجائها وتوسلها له ،

مما جعله يهديها تارة قطعة من الألماس ، وتارة قطعة من الذهب ، وتارة يضع مبلغاً مالياً في رصيدها بالمصرف ،

وهو يقول في قرارة نفسه :

طالما أنها تحبني ، فلا ضرر من ضربها ثم إهدائها أي شيء ولو غلا ثمنه من باب الإعتذار ،

فأنا لا أستطيع تمالك نفسي إن غضبت.

إقرأ أيضا: الإختيار

إلى أن أصبح في رصيدها بالمصرف مبلغا ماليا يسمح لها بالعيش برفاهية طيلة حياتها ، إلى جانب خزنة من المجوهرات ،

فقامت باستفزازه ذات مرة ، فضربها دون وعي ، مما جعلها ترفع ضده دعوى بمحاولة الق*تل أرفقتها بدعوى طلاق ،

وبعد تقرير من الطبيب الشرعي ، وشهادة أهلها والجيران بأنه كان يُعنّ*فها طيلة سنين زواجهما ،

1 3 4 10 1 3 4 10

حكمت المحكمة لها بتعويض ونفقة تعادل نصف ثروته ،

مما جعله يصاب بصدمة نفسية كبيرة ويصبح شخصا عاقلا هادئا حتى لو قام أحد بإيذائه وإهانته ، يرد قائلاً : سامحك الله ، ويمضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?