Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

كثيرا منا يعرف قصيدة أنا وليلى للشاعر العراقي

كثيرا منا يعرف قصيدة أنا وليلى للشاعر العراقي المبدع حسن المرواني لكن كثيرا منا أيضا لا يعرف حكايتها.

حسن المرواني أستاذ لغة عربية كان يدرس في بغداد من عائلة فقيرة جداً لم يكُن شاعراً.

وقعت أنظاره على فتاة تسمى ليلى فأحبها وأحبته واتفقوا على الزواج بعد التخرج ،

وفي آخر سنة من العام الدراسي أتت ليلى ومعها خطيبها.

إنصدم حسن المرواني بعدها ترك الدراسة لفترة زمنية ، وفي يوم التخرج دخل حسن المرواني يرتدي الأسود.

قبل ذلك بيومين قال حسن المرواني لصديقه
كتبت قصيدة لكن ليس بوسعي أن أقرأها
فقال له من الأعز ( أن تقرأها أم تخسرني).

وبعد نصف ساعه من جلوس حسن المرواني
على الطاولة مع اصدقائه إلا وصوت ينادي
ستسمعون الآن يا أخوان ، قصيدة من حسن المرواني.

فوقف حسن مندهشاً ، والأنظار تلتفت إليه
أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك الميكروفون وقال :

سألقي لكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة.

فالتفت ونظر إلى الحبيبة بنظرات محزنة وخطيبها يقف جنبها قد كان إبن عمها.
فوقف ينشد.

ماتت بمحراب عينيك إبتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى
وما أثمرت شيئاً ندائاتي.

فبكت ليلى ، وذهبت وجلست في المقعد الأخير والدموع تحرق وجنتيها ،
فنظر إليها من جديد ونظرة سريعة إلى الخطيب وقال.

عامان ما رفني لحنًا على وتر
ولا أستفاقت على نورً سماواتي.

أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ
فأرشف الهم في مغبرِ كاساتي.

قالت يكفي يا مرواني أرجوك
ضعف مرواني وأراد أن يترك المايكرفون إلا أن صديقهُ ، صرخ أكمل.

إقرأ أيضا: دقت ساعة الحائط معلنة إنتصاف الليل الطويل

نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عينه بالإحمرار
وقال :

ممزقًا أنا لا جاهاً ولا ترفاً يغريكِ فيا فخليني لآهاتي.

لو تعصرين سنين العمرٍ أكملهآ ،لسال منها نزيفًا من جراحاتي.

فأشار إليها وقال
لو كنتُ ذا ترفًا ما كنتِ رافضة حبي
ولكن عسر الحال فقر الحال ضعف الحال مأسآتي.

عانيت عانيت
لا حزني أبوح بهِ ولستِ تدرين شيئاً عن معاناتي.

أمشي وأضحك يا ليلى مكابرةً
علي أخبي عن الناس أحتضاراتي.

لا الناس تعرف ما أمري فتعذره
ُ ولا سبيل لديهم في مواساتي.

معذورة ليلى أن أجهضتي لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي.

أضعت في عرب الصحراء قافلتي
وجئت أبحث في عينيك عن ذآتي.

فبكى صديقه ، وقال أكمل
وصرخ مروان

نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتي.

فكل من كان موجود بالقاعة قد بكى على الكلمات وعلى شكله ،

فالتفت عليها وقال
خانتكِ عيناكِ في زيف وفي كذب

والتفت على خطيبها وقال
أم غرك البهرج الخداع مولاتي.

فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي لديك
فاحترقت ظلماً جناحاتي.

أصيح والسيفُ مزروعا بخاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضاتي.

وقالت وهي فائضه بالدموع
يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك ، لأنهُ ابن عمي

فصرخ
وأنتي أيضا ألا تبت يداك
إذا أثرتي قتليا واستعذبتي أنآتي.

مللي بحذف إسمك الشفاف من لغتي إذاً ستمسي بلا ليلى.

ليلى فالتفتت وقال حكاياتي .
فترك المايكروفون واحتضنه صديقه ،
وقبله وقال له ، يا ويلي.

وبعد خمس دقآئق أغمى على ليلى
ونقلوها للمشفى ورجعت بحالة جيدة ،

ولكن كان لها أباً قاسياً جداً ، وخطبها لابن العم ، فذهب إبن العم لحسن المرواني وهو يبكي وقال :

أنا آسف ما كنتُ اعرف بهذا والله.

قد جرت أحداث هذه القصة في سنة 1979
ورحل حسن المرواني وسافر إلى الأمارات بسببها ،

وبقى هناك أكثر من 16 عام وإلى يومنا هذا.

أما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد ، وهي موجودة إلى الأن تخليدا لذلك الحب الرائع المحزن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?