كلما داهمني اليأس هذه الأيام قلت لنفسي تحملي يوم عرفة على بعد خطوات منك.
كلما شعرت بشتات روحي قلت حتما سترتب فوضاي أيام وليال العشر.
وكلما توعدني الشيطان باليأس مددتُ له لساني قائلة ستغفر جل ذنوب الخلق ، فوفر يأسك لروحكَ أنت!
كلما شعرت بالوحشة قلت ستؤنسي أول تكبيرات ذو الحجة.
وكلما شعرت بتقصيري حدثت نفسي عن هِمّةِ أيام العشر التي تحتلني بمجرد أول ليلة فيها.
إنني أجهز نفسي من الآن ، وأعد دعاء عرفة منذ هذه اللحظة ،
وألبي لاستقباله رغم أنني لست من الحجيج ، وأضبط شوقي للبيت الحرام رغم أنني لست من الذاهبين إلى مكة ،
وأتذكر أصوات تكبيرات وتلبية المساجد فأقول ما زال في العمر لحظات لطيفة على قيد أيام مني.
ودعوات كثيرة سأدعوها للحجيج بأن يتقبل الله منهم ويعودوا سالمين فيكتب لي مثل أجرهم إن شاء الله حتى لو لم أكن منهم.
وقراءة قرآن سيشهدها مصحفي فأبتسم له ثم أستحلفه أن يشهد لي لا علي.
لا أعلم ماذا يحدث لي في أيام العشر لكنني متأكدة بأنها لا تغيرني وحدي ،
شعائر عيد الأضحى تأتي لتصلح عطب الجميع ، لتؤنس وحشة كل مستوحش ،
ولترفع الهم عن كل من أنقض الهم ظهره وأثقل الوجع كاهله.
يوم عرفة يأتي ليمنحنا إيمانا خالصا وبالا هادئا وسكينة لا تَتَنَزل علينا إلا فيه.
مرحبا يا أيام العشر ، مرحبا يا عيد الأضحى ، مرحبا يا أفضل أيام العام وخير لحظات الدنيا ،
ومرحبا يا يوم عرفة هنا من ينتظرك ، ويعد العدة للقياك ويحسب لأجلك الليال والدقائق والثوان ،
فكن صديقا عزيزا وتعال على عجل فأنا أنتظرك منذ عام ، تخيل أن ينتظرَ المرءُ عام.