كم مرة ضحى فيها الرسول وبم كان يضحي؟
كم مرة ضحى فيها الرسول وبم كان يضحي؟
روى الإمام أحمد والترمذي واللفظ له من طريق حجاج بن أرطاة ،
عن نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ” أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين ، يُضَحِّي كُلَّ سَنَة.
ورواه ابن سعد في “الطبقات” (1/ 191)
ولفظه : ” أَقَامَ رَسُولُ اللَّه صَل الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ ، لا يَدَعُ الأَضْحَى.
وهذا الحديث حسنه الإمام الترمذي .
ويظهر من هدي النبي صل الله عليه وسلم أنه كان حريصا على الأضحية ، حتى إنه ضحى ، لما أدركه الأضحى في سفره.
روى مسلم (1975) عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحيته ، ثُمَّ قَالَ :
( يَا ثَوْبَانُ ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ ) ، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ.
قال النووي رحمه الله :
” فِيهِ أَنَّ الضَّحِيَّةَ مَشْرُوعَةٌ لِلْمُسَافِرِ ، كَمَا هِيَ مَشْرُوعَةٌ لِلْمُقِيمِ وَهَذَا مَذْهَبُنَا وَبِهِ قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ ” انتهى .
وهذا دليل على تعظيم النبي صل الله عليه وسلم لأمر الأضحية ، وفي مجاري العادات :
أن يكون حرصه عليها في الحضر أشد ، واهتمامه بها أوكد.
وقد روى ابن ماجة (3123) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ ، وَلَمْ يُضَحِّ ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا.
وروى أبو داود (2788) عن مِخْنَف بْن سُلَيْمٍ رضي الله عنه عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةً.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
كان النبي صل الله عليه وسلم يضحي كل سنة بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عنه وعن أهل بيته ، والثاني عمن وحد الله من أمته.
إقرأ أيضا: لماذا قال الله تعالى قل هو الله أحد ولم يقل قل هو الله واحد؟
انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (18/ 38)
والمشروع في حق الحاج هو الهدي وليس الأضحية ،
ولهذا لم يضحي النبي صل الله عليه وسلم في حجة الوداع ، مع أنه يضحي كل سنة ، في حجة الوداع نحر هديا مئة بعير ،
نحر منها ثلاثا وستين بيده ، والباقي أعطاه عليا رضي الله عنه ، وقال: انحره ، ولم يضح ” انتهى من مجموع فتاوى ابن عثيمين (25/42).
فإذا صح ذلك : فيكون النبي صل الله عليه وسلم قد ضحى تسع مرات ؛ فقد قال جابر رضي الله عنه :
( إِنَّ رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم مكث تسعة سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلم حَاجٌّ ) رواه مسلم (1218)
فمكث تسع سنين ، يضحي فيها كل سنة ، ثم حج في العاشرة ، فأهدى ولم يضح.
ويحمل حديث ابن عمر – على فرض ثبوته – على أنه صل الله عليه وسلم ضحى كل عام ما خلا عام حجه.