كنت أتأمل في نعم الله حولي فوجدت أن أعظمها هو أنه حفظ لي عائلتي وأن رمضاني هذا إن شاء الله سيأتي وهم إلى جانبي.
فلا أعاني فيه من شوقي لغائب منهم ، ولا يقتلني فيه الحزن لأنني فقدت عزيزا ولن أراه ثانية ،
مهما كان مقدار حاجتي إلى رؤيته والحديث وإليه.
معظمنا يغفل نعمة أهله فلا يقدر قيمتها إلا بعد أن يواري أحدهم التراب ،
فترى بعضهم يقول لو كانت أمي إلى جانبي لقبلت قدمها كل صباح ومساء ،
والبعض الآخر يتحسر لأنه لم ينتبه إلى حب والده إلا بعد رحيله.
إنتبهوا لعائلاتكم واحفظوا النعمة حتى يحفظها الله لكم واسألوه أن لا يريكم في أحبابكم مكروهًا أو بأسًا أبدًا ،
واذكروا إخوانا لكم فقدوا بيوتهم وعائلاتهم في جزء من الثانية.
ادعوا لهم بالصبر ولمواتهم بالرحمة.
ومن يسع بيته أسرة أخرى فلا يتردد بكفالتها هذا الشهر ،
ومن يكفيه ماله فليحفظ منه نصيبا لمن لا مال له.
من يزيد عنه طعامه فليُطِعم جزءا منه لمن يبيت جائعا.
إلهنا الذي في السماء ، وربنا الرحيم اللطيف الجميل ، إرحم أحبابا رحلوا ، وردَّ الغائبين لأحضانِ مَن ينتظرونهم ،
وفَرِّج عن كل مسجون ومريض وفقير ، واجمع كل حبيب بحبيبه ، وكل أسرة بغائبها وَكل مُشتَتٍ بمن شُتِتَ عنه.
وافَتَحَ على كل فقير هَمَّتْهُ الدنيا وأرهقتهُ مصاريف عياله وأرقه قوت يومه ،
واجعل رمضاننا هذا رمضان جَبْرٍ وعوضٍ لعقيم ينتظر الولد ولمريض يرجو منك أن تشفيه ،
ولشابٍ يرغب في العفاف ولفتاة تنتظر نصفها الآخر.
إلهنا الحنان المنان إجعله رمضان خير وسكينة وبركة ورحمة فنمضي ما بقى من العمر آمنين
محفوفين برضاك تشملنا عنايتك فلا نشقى بعده أبدا.
