كنت أمشي في بعض أسواق دمشق ، فخرج من أحد المحلات رجل واعترضني ، وقال لي : أنت تخطب في المسجد؟
قلت : نعم.
قال لي : البارحة إنسان بأحد أسواق دمشق المغطاة ، كان هناك بائع أقمشة سمع إطلاق رصاص ،
فمد رأسه ليرى ما الخبر ، فإذا رصاصة تستقر في نخاعه الشوكي ، فشُلَّ فورا!
قال لي : ما ذنبه؟
أليس العمل عبادة؟
إنسان عنده عيال ، عنده أولاد جاء لمحله التجاري وفتحه حتى يسترزق أين الخطأ ؟
أين الذنب ؟
هو في عمل في بيع وشراء ؟
أليس عمله مباح ؟
فقلت : والله أنا لا أعلم ، ولكني أثق في عدل الله ، أثق أن الله عادل ، لكن لماذا حصل له ذلك لا أعلم.
ولحكمة بالغة بالغة ، بعد عشرين يوما كان عندي في المسجد أحد الأخوة وهو مدير لأحد المعاهد ،
قال لي : أنا ساكن في أحد أحياء دمشق ، لنا جار فوقنا مغتصب بيت لأولاد أخيه الأيتام ،
وخلال ثماني سنوات رفض أن يعطيهم إياه ، فشكوه إلى أحد العلماء الأفاضل هو شيخ قراء الشام توفى رحمه الله.
فاستدعى العالم الجليل عم هؤلاء الأيتام ، فرفض أن يعطيهم البيت بوقاحة.
هذا العالم حكيم فخاطب أبناء أخوته وقال لهم : يا أولادي هذا عمكم ، لا يليق بكم أن تشكوه إلى القضاء ، إشكوه إلى الله!
هذا الكلام كان الساعة التاسعة مساء ،
الساعة التاسعة صباحا هو نفسه الذي أطل برأسه ليرى ما الخبر ،
فجاءت رصاصة لا تقول طائشة ، قل : مصيبة
رصاصة مصيبة فاستقرت جسده ، فشل فورا.
( تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم )
إتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب.