قصص منوعة

كنت خائنا

كنت خائنا

كانت جميلة بل فاتنة ، اختطفت قلبي منذ أول نظرة ، لكني لست برجل تمتلكه إمرأة واحدة ،

حاربت للحصول عليها وكأن امتلاكها سيكون أعظم إنتصاراتي ،

هكذا أنا أعامل كل أنثى كأنها الوحيدة على الكون ، لم يفلح معها حلو فاتخذت الحلال سبيلا ولو أني لم أرغب بالزواج أبدا.

كل ما هنالك أني ضعيف أمام الجمال لكني أعشق التغيير بين الحين والآخر ،

أقنعت نفسي بالنهاية أني أحتاج لأنفاس أخرى في منزلي الكئيب وزوجة تحفظني في غيابي ،

أغرقتها بالهدايا وأغرقتني باهتمام افتقدته منذ طفولتي.

في بداية زواجنا لم أجرؤ على النظر لأخرى لأن وجودها حولي وبين كل تفاصيلي كان يغنيني عن أي شيء ،

لم يدم ذلك طويلا لأني لم أستطع مقاومة سحر جارتنا الجديدة ودلالها الذي يرضخ زير نساء مثلي ،

سرعان ما وقعت في شباكها ، ظننت أني سأنجو هي مجرد نزوة عابرة المهم أني لن ألحق أخرى باسمي ،

تلك حجج فارغة أقنعت نفسي بها ووضعتها نصب عيني كلما عذبني ضميري عندما أعود للمنزل بعد خيانتي لها ،

فأجدها في أبهى طلة تعبق الأرجاء بشذاها ، وتزين طاولتي بكل ما أشتهيه ،

ودون تذمر تأخذ مني معطفي الغارق في عطر أخرى وحقيبتي ثم تقودني لحمام جهزته قبل مجيئي ،

فأسأل نفسي باشمئزاز أي رجل أنا وهل أنا رجل من الأساس ،

شهر يلي الآخر وأنا أغرق في الرذيلة أكثر فأكثر ظنا مني أنها لن تكتشف ذلك ،

تفاجئت بها تطلب مني مساعدتها في افتتاح صالون للتجميل لشعورها بالملل طوال غيابي وأسفاري الكثيرة ،

وافقت على مضض لتبدأ حياتنا في التغيير بشكل جذري ،

باتت أقل اهتماما بي وبتفاصيلي تبتعد فجأة ثم تقترب مرة أخرى ،

لم أهتم لذلك لغرقي أكثر في الخيانة والتنقل من أنثى لأخرى إلى أن أتى ذلك اليوم.

إقرأ أيضا: طرف واحد

خرجت من غرفتي برفقة إحدى فتياتي لأجد ملامحها تظهر خلف دخان سجائري تجلس بكامل أناقتها تتسلح بوجه جليدي ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ونظرة لو كانت تقتل لسقطت صريعا لكنها فعلت أكثر من ذلك أشعرتني بدونيتي ،

أمالت رأسها قليلا ثم طالعت من تقف خلفي بجسد مرتعش ، ثم مطّت شفتيها قائلة بملل :

من قبلها كانت أجمل ، ذوقك يتدنّى كل مرة.

حاولت التحدث أو التبرير لكن أي كلمة ستدرئ عني جريمتي في حق أنوثتها وفي حق ديني ونفسي ،

كنت كالتلميذ المعاقب أمامها بينما تجلس هي بوقار ترتشف قهوتها بتلذذ ،

ثم أخرجت من حقيبتها مبلغا من المال ورمته على الطاولة موجهة حديثها للفتاة :

هل هذا يكفي لقاء ما خسرته؟! لولا أني حفظت نفسي لكنت مكانك الآن لكني لست بغبائك.

ثم أكملت ببرود يخفي خلفه ألف دمعة ألم : لن أصرخ أو أنعتك بالخائن ، لن أسألك عن وعودك لي بالإخلاص أو عن عشقك الزائف لي ،

لأني سألت نفسي ذات السؤال عندما خنتني مع جارتنا الحسناء ، هل تتسائل الآن لما لم أتركك حينها؟!

لأني أردت أن تموت بداخلي ببطء وأن أحيا أنا دون الإعتماد عليك ، أستطيع أن أقول الآن أني قضيت على آخر ما تبّقى منك بداخلي.

وغادرت دون أي فوضى ، رحلت بكبرياء كما كانت في أول لقاء ،

رجلت تاركة إياي جثة بعدما ظننت أنها ستكون كذلك عندما تكتشف خيانتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?