كنت عائدا في الثانية عشرة ليلا من ذلك الطريق الذي يعبر من أمام المقابر وفجأة سمعت صوتا ينادى علي ، قائلا : يا من تسير هناك؟
تعجبت ونظرت جيدا فرأيت شابا كأنه خارج من حفرة ، وعلى ملابسه تراب وكذلك شعره ،
فأخرج لفافة من قماش وطلب مني أن أوصلها لمنزل الحاج سليمان علام ، لأنه لن يستطيع إيصالها له فالكل نائم حاليا.
أخذتها منه متعجبا ، وذهبت للنوم وفي اليوم التالي ، سألت على منزل الحاج سليمان ودلوني عليه.
وعندما وصلت وجدت رجلا جالس أمام منزله وسألته فإذا هو الرجل المطلوب فأعطيته اللفافة ،
وحكيت له ما كان فأخذها وفتحها وإذا بالدهشة علت وجهه وقال :
اللفافة بها مفتاح يخص إبني مروان الذي فقدته منذ سنة ولا أعرف له طريق ،
ولم أفتح حجرته طيلة هذه المدة فقد ظننته سافر وتركني.
طلب مني الدخول فإذا بحجرة مقفولة وفتح الباب بالمفتاح ،
فإذا بحجرة مغلقة بها أتربة كثيرة وهناك مكتب عليه ظرف مكتوب عليه يخص أبي.
قرأ الرجل الجواب فإذا به يقول أن ابنه كتبه قبل ليلة إختفائه ويقول إن لم أعد فاعلم أن عامر بن عبد العزيز البويني قد قضى علي ،
لأنه هددني إن لم أترك خطيبتي فسوف يقضي علي وعندما لم أطعه حدد الغد للقضاء علي ولا أعلم أهو صادق أم لا.
تم القبض على عامر هذا وكان قد خطب الفتاة فعلا بالغصب والتهديد لأبيها ،
وبعد التحقيق وجدنا دفن مروان في حفرة داخل المقابر منذ سنة ،
والغريب أنهم وجدوا المفتاح معه وأباه لم يجد المفتاح الذي فتح به الحجرة.
وبعدها حلمت بمروان يحضنني ويبتسم ويشكرني على مساعدته.