كنت في الثلاثينات وبدأ الجميع يطرح الأسئلة
كنت في الثلاثينات وبدأ الجميع يطرح الأسئلة عن سبب بقائي بلا شريكة تلك هي العادات
الزواج أولى أولوياتنا في البداية لم أكن أبالي بما يقولون أو بتلك الخصامات مع والدتي حول بقائي هكذا ،
لحين تعرفي على لعبة القدر تلك الصدفة التي جمعتني بها كنت أعبر الشارع بسيارة والدي
وبدون سابق إنذار إصطدمت بفتاة لم أكن منتبها حينها وحين سرعت لمعرفة حالها قامت بشتمي
وبتلك الشتمة و نوبة الغضب في أعينها وقعت بحبها وصرت أبتسم ،
أعلم أن ذلك الموقف ليس للتعرف أو نشوء علاقة ربما علاقة كراهية.أما الحب فمستبعد.
أصررت على أخذها للمشفى لم تكن إصابتها خطيرة مجرد كدمة على مستوى ساقها
وحين قاموا بسؤالها عن الذي جرى قالت بأنها سقطت.
بعد تلك الحادثة صرت أهاتفها يوميا لأطمئن على حالها طبعا كان ذلك مجرد عذر لأسمع صوتها.
لحين دعوتي لها للقائها بمقهى ما للحديث قليلا عبرت لها عن إعجابي الشديد بها منذ أول لقاء.
أريدك أن تصبحي زوجتي.
الأن صرت أعلم كيف صدمتني بالسيارة أنت شديد التسرع.
كيف لك أن تقرر هكذا قرار بدون معرفتي جيداً لا أنكر أنني أشعر بمشاعر تجاهك لكنك لا تعلم شيء حول حياتي.
لا أريد معرفة شيء غير أني أحبك وأريد مشاركتك بقية عمري.
الأمر ليس بتلك السهولة أن تعلم أني مطلقة ولي إبن ذو الأربعة سنوات.
كيف لك أن تتحمل ما سيقولنه عني وعنك ،
الإمرأة المطلقة ليست كباقي النساء في نظر المجتمع كل الأنظار تحوم حولها هي جسد متسخ ، عافن في بصيرتهم ،
في كل مرة تعود للمنزل متأخرة لأسباب بسيطة يظنون أنها كانت مع رجل ما في إستعمالها لمواقع التواصل الاجتماعي ،
إقرأ أيضا: هرمون السعادة
يعتقدون أنها تتراسل مع الجميع لإرضاء غرائزهم الحيوانية في كل مناسبة ستكون حديث الجميع.
الكل يشك بتصرفاتها حتى عائلتها كأنها جلبت العار لها ولأفراد أسرتها ،
هي بلا روح و بلا قيمة ، بلا أصل و وجب التخلص منها.
إن كنت تدركين كل هذه الإتهامات حول الإمرأة بمجرد أنها صارت مطلقة فلماذا قدمت على الطلاق.
الخيانة.. ذهبت للعمل يوما ولكن لم أجد وسيلة نقل فعدت للمنزل فوجدت زوجي مع إمرأة أخرى في غرفة نومي
لم أقم بشيء غير رفع قضية طلاق و كوني إمرأة مطلقة أفضل بكثير من كوني إمرأة تسكت على خيانة زوجها لها أمام أنظارها.
لم أقدر على الإجابة وأصررت على تقديمها لوالدتي قصد التعرف وأخيرا سأفرح أمي بقرار الزواج.
أخبرتها بأن تعد الغداء قصد جلبها لنتناوله سويا.
لا تعلم أمي بأمر الطلاق لم أقدر على إخبارها ، ربما ضعفا مني ، أو خوفا من ردة الفعل ،
لكن حبيبتي أخبرتها بذلك بعد الإنتهاء من الأكل وقد شاهدت علامات الإستغراب والغضب على وجه والدتي
لم تتمالك نفسها وغادرت المنزل تشاجرت مع أمي و لمتها عن تلك التصرفات.
أخبرتني أنها لا تريدني أن أرتبط بها لأنها مطلقة لا لسبب أخر.
قالت الكثير من الكلام أخجل حتى من قوله وأضافت أنها ستطلب لي يد إبنة خالها لأتزوجها ،
هي جميلة و شديدة الأدب حسب قولها لم أكن أعرفها جيدا ولكن بضغط العائلة وتكرار الرفض لمن أحببت.
رضخت لهم وقبلت الزواج من التى إختارتها لي والدتي.
وبعد زواجي منها بستة أشهر صارت زوجتي حامل بإبني كنت شديد السعادة وتوقعت أن إملائات أمي كانت صحيحة وعلني سأكون ممتنا لها.
إقرأ أيضا: أفكار للصدقة
وفي أخر النهار من نفس اليوم تلقيت إتصالا من المشفى مفاده أن هنالك إمرأة تريد مقابلتي.
ذهبت بدون علم أحد وإذ بي أجدها تلك التي أحببتها الإمرأة المطلقة في قسم العناية المركزة.
سألت الطاقم الطبي عن الذي حدث فأخبروني أنها قامت بحادث مريع بالسيارة و لم يتوفقوا بإنقاذ إبنها وقاد مات متأثرا بإصاباته.
أما هي فحالتها حرجة وقد قمنا بالإتصال بالرقم الوحيد الذي في هاتفها، ألا وهو رقمي.
قضيت طول الليلة معها أدعوا الله أن تشفى وفي الساعة الرابعة صباحا.. فارقت الحياة كأنها علمت بموت إبنها وأرادت اللحاق به.
قام المشفى بإعطائي وثائقها و هاتفها قمت بإصلاحه وحين فتحه دخلت لمذكراتها. فقرأت سطرا واحدا قد يكرهني في نفسي وفي الجميع.
سطرا واحدا كتبته بتاريخ زواجي تماما مفاده أعزائي هو :
… “وَ كَيف أُخبرُه أنّ تلكَ التّي تزَوج مِنهَا.. هِي التّي وجدتٌها مَع زَوجِي ! “