كن محبا للخير وأهله ولو كنت غارقا في بعض الشر
كن محبا للخير وأهله ولو كنت غارقا في بعض الشر
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله : كثيرا ما كنتُ أسمع أبي يقول : اللهم اغفر لأبي الهيثم اللهم ارحم أبا الهيثم.
فقلتُ له : ومن أبو الهيثم يا أبت ِ؟
فقال : رجل من الأعراب لمَ أرَ وجهه ، الليلة التي سبقت جَلدي وضعوني في زنزانة مظلمة فوكزني رجل ،
وقال : أأنتَ أحمد بن حنبل؟
قلتُ : أجل.
قال : أتعرفني؟
قلت : لا.
فقال : أنا أبو الهيثم اللص ، شارب الخمر ، قاطع الطريق ،
مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني جُلدت ثماني عشر ألف جلدة متفرقة ، وقد احتملت كل هذا في سبيل الشيطان!
فاصبر أنتَ في سبيل الله يا أحمد!
ولما أوثقوني وبدأ الجلد كنتُ كلما نزل السوط على ظهري تذكرتُ كلام أبي الهيثم وقلتُ في نفسي :
أصبر في سبيل الله يا أحمد ، إن لم تكن ابن حنبل فكن أبا الهيثم.
” مناقب الإمام أحمد”(ص ٤٥٠_ ٤٥١) صفة الصفوة (١/٤٨٥) لابن الجوزي
العبرة :
إن لم يكن أحدنا كابن حنبل وأمثاله ، فليكن كأبي الهيثم ، نحب الحق وننصره في مجتمعنا ،
ولو كنا غارقين في بعض الباطل ونحب الخير وأهله ، ولو كنا غارقين في مجتمع أصابنا منه بعض الشر والفساد.
حتى لا نجمع على أنفسنا مصيبتين ، وما المانع أن نكون لله مهما نال الشيطان منا ،
فرب مقصر مع الله ينفع الله به بسبب حبه وصدقه في نصرة دينه ومجتمعه.